كتبت فى مقالى أمس عن الاختيارات التى كانت قد أعلنت من السيد الدكتور هشام قنديل عن الوزراء المكلفين، وتحديدا فى وزارة الرياضة المصرية، وكان اعتراضى قبل أن يقع الاختيار على الأستاذ العامرى فاروق والاقتصار على أشخاص بعينهم فى إدارة الوزارة الشائكة، كما أعلنت كل وسائل الإعلام عن المرشحين للوزارة من رجال كرة القدم، وهذا ما اعترضت عليه جملة وتفصيلا، لأن كرة القدم جزء من منظومة الرياضة، ولذلك من المفروض أن الاختيار يتم على أسس علمية لتطوير المنظومة الرياضية بالكامل، بما فيها كرة القدم المصرية، ولأن الملف الرياضى المصرى محتاج إلى إعادة هيكلة، خصوصا أنه كان مهملا منذ رحيل الدكتور عبد المنعم عمارة عن المجلس الأعلى للشباب والرياضة، فكان ومن المفروض أن يكون على رأس الوزارة الرياضية القادمة شخص على الأقل أن يكون قد تكرس فى العمل الإدارى الرياضى، وملما بشكل أو بآخر بالملفات الرياضية، وفى اعتقادى أن العامرى فاروق شخص أصبح له باع فى ممارسة العمل الرياضى، وملم بأشياء كثيرة، من خلال وجوده فى النادى الأهلى، خصوصا فى بند السنوات الثمانى الذى جعل من العامرى رجل اللوائح الأول فى النادى الأهلى، أعرق وأكبر الأندية المصرية، بالإضافة إلى كونه أصبح المتحدث الرسمى للنادى الأهلى فى ما يخص منظومة الرياضة والتعامل مع المجالس الرياضية القديمة، مما أعطاه خبرة إلى حد ما من الممكن أن تساعده على التعامل مع كل ملفات الرياضة المصرية، والتى تحتاج إلى النسف بسب الإهمال الجسيم والاعتماد على قوانين عفا عليها الزمان ولا تصلح لمركز شباب داخل حى من أحياء المحروسة.. أنا هنا لا أشيد ولا أنتقد الوزير العامرى فاروق، ومن الوارد الفشل وأيضا النجاح، وأنا أتمناه له فى مشواره الجديد المهم والمؤثر عليه كشخص، وأيضا للمنظومة الرياضية المصرية، ولهذا أعتقد أنه سيسعى بكل ما أوتى من جهد للاستفادة من خبراته وأيضا خبرات الأشخاص الذين يثق بهم لمساعدته على انتشال الجزء الباقى من الرياضة، إذا كان هناك فعلا جزء باق، ويحتاج إلى ترميم، مع الاعتماد على خبرته الممتازة فى النواحى التنظيمية، التى يتمتع بها، من خلال مشواره مع النادى الأهلى.. عزيزى العامرى، الوزير الجديد لأول وزارة رياضة فى بلدنا، هناك عدة ملفات فى البداية وقبل الجلوس على كرسى الوزارة، أولها: الجدال القائم حتى الآن بين النادى المصرى بروابطه والنادى الأهلى ومجلس إدارته وروابطه، وأنت عضو فيه الآن، والمفروض البدء فى مداواة الجرح الغائر الذى نتج من آثار الكارثة، وأنا أعتقد أنه ملف محتاج كياسة وتريس وصبر، حتى تعود المياه إلى مجاريها.. وأتصور أنه أصعب الملفات ويحتاج إلى حل جذرى وسريع دون لف ودوران، وأتصور أنه على أساسه سيتأكد أن النشاط الكروى عائد، بالمصرى أو دونه، وهل سيعيش النادى المصرى حياة كريمة كباقى أندية الدورى المصرى بالكامل.. ثانى الملفات، والتى أعتقد أنها صعبة ومهمة وتحتاج إلى هدوء، عودة النشاط الرياضى بالكامل، وليست كرة القدم فقط، خصوصا أن هناك ملايين من العاطلين الرياضيين، بسبب كارثة فى كرة القدم ليس لهم ذنب فيها.. ثالث الملفات، وأعتقد أنه لا يقل سخونة عن سابقيه، اللجنة الأوليمبية والاتحادت الرياضية، التى فشلت فشلا ذريعا فى الدورة الأوليمبية المقامة حاليا فى لندن، وخروج الأبطال المصريين بشكل مهين، نتيجة إهمال المجالس السابقة التى تولت الإدارة الرياضية منذ دورة بكين، إن لم يكن قبل ذلك بعدة قرون، وليست سنوات، بالإضافة إلى الفضيحة الكبرى للملابس المزورة، والتى على نتيجتها حدث شرخ نفسى للأبطال، دونا عن باقى البعثات المشاركة، وأيضا الهدايا أو العطايا غير القانونية من شركة الملابس الخاصة، وهى يُحاسب عليها بلغة الرياضة المحترمة والتى تتبع القانون.. رابع الملفات تجهيز الملاعب الخاصة لإقامة نشاط رياضى للموسم القادم، بسبب التأخير من المجلس السابق، والذى تم التنفيذ فيه منذ أسبوع مضى فقط لا غير.. خامس الملفات عش الدبابير لمبنى الوزارة، محتاج إلى نسف لما فيه من تكتلات أعتقد أنها ستصعب من مهمتك القادمة الشائكة.. وآخر هذه الملفات الوقتية، التى لا تحتمل التأخير مبنى الجبلاية، الذى يحتاج إلى إعادة نظر بما يسمح من القوانين المصرية تحت طائلة الدولة، حتى لا يعود عليك الآخرون بالفزاعة واسمها «الفيفا» الاتحاد الدولى لكرة القدم.