إليسا هي مطربة الإحساس الأولى فى العالم العربي، أجمل ما فى صوتها أنه يأخذنا إلى عالم العواطف والمشاعر، ويسميها عشاقها "آخر المطربات الرومانسيات"، وأجمل ما فى شخصيتها، قدرتها على التعامل مع نفسها برؤية واضحة. تحرص إليسا فى كل أعمالها على تأكيد ذاتها كفنانة لها «ستايل» خاص، وخلال سنوات قليلة وبصبر وإصرار، استطاعت أن تحقق مكانة خاصة بين نجمات جيلها، وحصلت على موقع مميز فى خريطة الغناء العربي، لأنها تتعامل مع موهبتها بحب لا ينقصه الاحترام، وثقة لا ينقصها الذكاء. أثناء زيارتها الأخيرة للقاهرة لتسجيل إحدى أغنيات ألبومها الجديد، كان ل «الوطن» هذا الحوار الخاص مع مطربة الإحسا.! لماذا وقع اختيارك على أغنيتك «تصدق بمين» التى تعرض حالياً لتصويرها بعد مرور حوالي سنتين على طرح الألبوم؟ - لأنني مغرمة بها، وأحب صوتي فيها، وهي من الأغاني التى أحب أن تكون فى أرشيفي المصور، لهذا قررت تصويرها رغم مرور عامين على طرحها، والجميل فى الكليب أنه لا يحمل موضوعاً، ولكنه يصور علاقتي بالكاميرا، وهذه الفكرة أعجبتني عندما عرضها علي المخرج إميل سليلاتي، الذى سعدت بالتعاون معه فى هذا الكليب، لأنه شخص متفائل وإيجابي، وأضاف جواً من البهجة أثناء التصوير. كيف تختارين أغنية "الكليب"؟ - بعد طرح الألبوم فعليا، أختار الأغنيات التى تحمل وهجاً خاصاً، وأشعر بحب من الجمهور لتصويرها، وهذا ما حدث فى ألبومي الأخير «تصدق بمين» عندما اخترت أغنية «ع بالي حبيبي» التى صورتها بعد النجاح الكبير الذى حققته على مستوى العالم العربي كله، رغم أن كلمات الأغنية باللبنانية، وهي لهجة غير مفهومة فى بعض الدول العربية. لماذا لم تقدمى طوال عامين أغنية منفردة، رغم أنها من الظواهر المنتشرة حالياً؟ - لأنني لا أحبها وأميل إلى أن أتحدى نفسي وأقدم شخصيتي الفنية عبر ألبوم كامل. هل انتهيت من اختيار أغنيات ألبومك الجديد؟ - أوشكت على الانتهاء من التسجيل، وسيتضمن أغنية «قالولي العيد» وهى من تراث المطربة الراحلة «سلوى القطريب» كلمات وألحان «روميو لحود»، ووقع اختياري على هذه الأغنية، لأنني نشأت عليها منذ طفولتي، وهي من أحب الأغنيات إلى قلبي، وأتمنى توصيلها بصوتي للأجيال الجديدة التى لم تسمعها، وأتعاون فى الألبوم الجديد مع نفس فريق عمل السابق «تصدق بمين»، فضلاً عن بعض الشعراء والملحنين الذين أتعاون معهم لأول مرة، فى مقدمتهم الشاعر بهاءالدين محمد والموسيقار محمد ضياءالدين،،والشاعرة سهام الشعشاع، أما الذين سبق أن تعاونت معهم من قبل فهم الملحنون وليد سعد، وفارس إسكندر، ومحمد رحيم، وسليم سلامة، وسمير صفير، ومروان خوري، ومن الشعراء نادر عبدالله، وإكرام العاصي. لماذا تصرين على التعاون تقريبا مع نفس فريق عمل ألبومك السابق؟ - لأنني لا أحب التغيير فى الأشخاص الذين أتعاون معهم، وأعتبر نفسى مخلصة لكل من أتعاون معه، خاصة إذا حققنا سويا نجاحاً كبيراً، وهذا سر تمسكي بفريق عمل ثابت تقريباً فى كل ألبوماتي، مع إضافة عناصر جديدة للفريق القديم. ما الذي يميز ألبومك الجديد؟ - أقدم فيه موضوعات جريئة كنت أخشى تقديمها من قبل، لكنني تخطيت حاجز الخوف بعد النجاح الكبير الذى حققته أغنيات ألبومي السابق، خاصة الأغنيات التى تحمل موضوعات أناقش فيها علاقة الرجل بالمرأة سواء الضعيفة أو القوية، لأنني أحب أن أنصف المرأة عبر أغنياتى، وبالرغم من أننى أحب المرأة القوية فإننى مع المرأة التى يمكنها أن تكون مثل كل نساء العالم، قوية فى أحوال وضعيفة فى الأحوال التى لابد أن تكون فيها ضعيفة، ولا أحب اللون الواحد الذى ترتديه المرأة أو الشخصية الواحدة، ولكنني مع المرأة التى تستطيع أن تكون بمفردها كل نساء العالم على أي أساس تختارين أغنياتك خاصة؟ - عندما تعرض على أغنية كل ما يهمني هو إحساسي بهذه الأغنية، بمعنى: هل دخلت قلبي وأحسست بكلماتها ولحنها أم لا؟ لا يهمني وقتها إذا كانت هذه الأغنية عرضت على مطربة أو مطرب قبلي أم لا؟ وسبق أن عرض علي ملحنون كثيرون أغنيات واكتشفت فيما بعد أنهم قدموها لمطربين قبلي. قدمت حتى الآن حوالي 5 ألبومات.. ما أقربهم إلى قلبك؟ - كل ألبوم قدمته عبر مشواري الفني له مكانة خاصة جداً فى قلبى، لأنه كان سببا ًفى نقلي من محطة إلى أخرى، وكل أغنية لها ذكرى، لذلك عندما يسألني أحد عن أحب أغنياتي إلي قلبي أجد نفسي حائرة في اختيار أغنية معينة، لأن كل أغنية عشت معها أياماً وشهوراً طويلة حتى خرجت للنور، ولن أنسى بداياتى مع «بدى دوب» و«آخرتك معايا» و«عايشالك» وما حققته لى من انتشار عند الجمهور، ثم تابعتها بأغنيات جميلة مثل «أحلى دنيا» و«أيامى بيك» و«أجمل إحساس» و«بتغيب بتروح»، و«كل يوم فى عمرى»، و«لو تعرفوا» و«ع بالى حبيبى»، و«تصدق بمين". قدمت العديد من الثنائيات الغنائية مع أكثر من مطرب مثل راغب علامة وفضل شاكر.. من المطرب الذى تتمنين تقديم «ديو» معه حالياً؟ - لا أرغب حالياً فى تقديم أي ثنائيات غنائية ديو مع أي مطرب، لأنني كما ذكرت قدمت على مدي مشواري أكثر من «ديو» غنائي مع كثير من النجوم مثل راغب علامة، وأخيراً فضل شاكر الذى قدمت معه تجربة ناجحة فى دويتو «جوه الروح» ضمن ألبوم فضل الأخير«بعدا ع البال»، واستمتعت بالتجربة جداً، رغم أن كل واحد منا سجل مقطعه بشكل منفصل، لانشغالنا لدرجة أننا أيضا لم نتمكن من تصوير «الديو» فى كليب، رغم الاتفاق مع المخرج وليد ناصيف علي إخراجه، وربما تتغير غداً قناعاتي إذا عرض علي عمل بشكل جديد وغير مكرر ولا يقاوم.. وقتها يمكن تكرار التجربة. من المطرب أو المطربة التى تخشين من منافساتها أو منافسته؟ - المنافسة كلمة كبيرة جداً ولا أفكر أبداً فى منافسة أحد لأننى أنظر دائماً أمامي ولا ألتفت يميناً أو يساراً، ولا أهتم بغيري، وأعتقد أن ذلك سبب فى توفيقى من عند الله، لأننى أتمنى الخير للجميع، ولا أركز إلا فى نفسى وفى عملى فقط، علماً بأنه توجد على الساحة الفنية مطربات جيدات جداً وأحب أصواتهن وأتابع ألبوماتهن، ومن هؤلاء: أنغام وشيرين عبدالوهاب ونانسي عجرم وكارول سماحة ومن الخليج أحلام ونوال. كنت من أوائل المطربين الذين قدموا إعلانات تجارية.. فهل الإعلانات تقلل من نجومية الفنان؟ - لا أرى مانعاً من تصوير الفنان إعلانات، خاصة إذا كانت تتميز بالابتكار والرقي، والمنتج ذا سمعة عالمية، ويضيف لرصيده عند الجمهور، وعن نفسي فقد وافقت على القيام بحملات إعلانية لوكالات عالمية بعد أن وجدتها مناسبة لطموحي، ومن حق أصحاب تلك الحملات أن يختاروا فنانة يعرفون أنها صاحبة مكانة وحب وثقة الجمهور، والحمد لله أعتقد أن ذلك كان سبب اختيارى، وتلك الحملات التى أشارك فى تقديم إعلانات لها أختارها بدقة ومنها حملة تساعد في إبراز أناقة المرأة وجمالها، وسبق أن رفضت عدة حملات لأننى أوافق فقط على ما أجده مناسباً لصورتى ومكانتى أمام الجمهور. هل تؤيدين انضمام الفنانين إلى أحزاب سياسية؟ - لا أحب الانتماء إلى أى حزب سياسي لأنني لا أحب السياسة، ولكنني أهتم مثل أي شخص فى العالم العربي بما يدور على الساحة السياسية. كثير من المطربين قدموا فى الفترة الأخيرة وبمناسبة ثورات الربيع العربي أغنيات وطنية.. فلماذا لم تقدمي حتى الآن هذا اللون؟ - لأن عاطفتي تجاه بلدي «لبنان» أقوى من أي أغنية وطنية يمكن أن أقدمها، وإذا حدث وتعرض بلدي لأي سوء ستجدني مقهورة ولا أستطيع فعل أي شيء غير تأمل ومتابعة المشهد حتى يمر على خير مثلي مثل أي مواطن عربي. تقديم الأغنيات الخليجية موضة هذه الأيام.. لماذا لم تشاركى فى هذه الموضة؟ - أحب الأغنية الخليجية جدا وأحترمها لأنها تحمل مضموناً وهدفاً، لكنى لا أفكر فى تقديمها لأنني أحب أن أسمعها من أربابها وأتذوقها منهم أكثر من أي مطرب آخر. الحائرون يسألونك: لماذا لم تتزوج إليسا حتى الآن؟ - "ضاحكة"، الحب أجمل شئ فى الدنيا، وأتمنى أن أصادف الشخص الذى يحتويني ويتفهم طبيعة عملي ويكون سنداً لى فى الحياة، والزواج فى النهاية قسمة ونصيب، وأنا أنتظر نصيبي وأتمنى أن أكون عروسة هذا العام، وأن أكون أسرة سعيدة عن طريق الحب.. فادعوا لي!