اخبار نانسى عجرم بعد انتظار طال أربع سنوات وأشعل شوق الجمهور لصوتها واغنياتها (الشقية) التي تتميز بنكهة خاصة تشبهها، أطلقت النجمة اللبنانية نانسي عجرم ألبومها الغنائي الجديد (نانسي 8) في الأسواق، قبل أن يخرج محبوها في تظاهرات ضدها احتجاجاً على تأخير الألبوم المنتظر. نظرت للأسفل في غلاف ألبومها، نظرة غير مبررة، وصورة لا تليق بنجاحاتها المتتالية التي يجب أن تجبرها على أن ترفع رأسها دائماً، ولكن غلاف الألبوم قال شيئاً عن ما يحمله الألبوم. جاء ألبوم نانسي الجديد يحمل (15) أغنية في محاولة منها لإرضاء الجمهور وتعويضهم عن غيابها الذي طال كثيراً ولم يخفف منه سوى ألبوم للأطفال وبعض من الأغنيات المنفردة (Single). مقدمة الألبوم اختارت نانسي أن تكون (Hit) الألبوم فكانت أغنية (ماتيجي هنا) باللهجة المصرية. (ماتيجي هنا) كلمات أيمن بهجت قمر وألحان وليد سعد وتوزيع طارق مدكور، تحمل اللهجة المصرية كعادة كل أغنيات نانسي ال(Hit) والتي اشتهرت بها مثل (عيني عليك) (يا طبطب) و(آه ونص) و(أخاصمك آه). كما أن (ماتيجي هنا) لم تختلف كثيراً عن الأغنيات السابقة من حيث الكلمات التي جاءت بسيطة وبعضها مستهلك، ولكنها استطاعت أن تحقق نجاحاً واسعاً لأن هذا اللون الأساسي الذي تعتمد عليه نانسي منذ بداية مشوارها ويليق بها كثيراً. أما ثاني أغنيات الألبوم فكانت (مش فارقة كتير) كلمات أمير طعيمة وألحان رامي جمال وتوزيع طارق مدكور، وهي أغنية درامية تحمل كلمات ومعاني مؤثرة أضاف لها إحساس نانسي طابع مميز رغم بساطة اللحن والتوزيع. واختارت نانسي أغنية رومانسية حالمة لتأتي بعد (مش فارقة كتير) وتعوض المستمع عن حالة الحزن التي قد أصيب بها، فكانت (شريكة بعمرك) أفضل اختيار، من كلمات مرسيل مدور وألحان رواد رعد وتوزيع باسم رزق، وأرى أن هذه الأغنية من أفضل أغنيات الألبوم وتستحق أن تكون أغنية ال(First Dance) بجميع حفلات الزفاف في الفترة المقبلة. أما الأغنية الرابعة (يالا يالا) فعادت بها نانسي إلى الأغاني الإيقاعية من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيي وتوزيع طارق مدكور، وكان من الممكن أن تصبح هذه الأغنية (Hit) أخرى تنافس (ما تيجي هنا) لولا الاختيار الرديء لأصوات الكورال الذي يغني خلف نانسي والذي تسبب في تدمير قالب (الشقاوة) في الأغنية. (تسابق الريح) كلمات الوسام وألحان سمير صفير وتوزيع حسام كمال، باللهجة الخليجية التي تجيد غناءها نانسي كثيراً، واستطاعت من خلالها أن تستحوذ على قلوب شريحة عريضة من جمهور الخليج العربي. (تسابق الريح) تحمل معانٍ رقيقة وألحاناً مناسبة ومحببة للأذن، وإن كانت لا تُقارن بأغنيات نانسي الخليجية التي قدمتها من قبل. وفي الأغنية السادسة (راهنت عليك) عادت نانسي لحالة الحزن والجرح، فقدمت أغنية من كلمات محمد رفاعي وألحانه وتوزيع أحمد إبراهيم. حملت الأغنية معانٍ عميقة وتوزيعاً مختلفاً عن بقية أغنياتها، وتعتبر من أفضل الأغنيات التي قدمتها في هذا الألبوم. (شو القصة) الأغنية السابعة من كلمات الشاعر اللبناني الكبير نزار فرنسيس وألحان سمير صفير وتوزيع هادي شرارة، أغنية جديدة ومختلفة تماماً على نانسي، حيث لعب التوزيع الموسيقي فيها دور البطولة، وأعطى للأغنية رونقاً جميلاً. واستطاع شقيق نانسي نبيل عجرم، أن يقدم لها إحدى أهم الأغنيات اللبنانية في الألبوم، الأغنية الثامنة (نام بقلبي) التي قام بتلحينها، وهي من تأليف سمير نخلة. جاءت الأغنية ملائمة لنانسي لدرجة لا تحتمل أن تقوم مطربة أخرى غيرها بغنائها. أما الأغنية التاسعة (إتنين صحاب) من كلمات محمد البوغى وألحان محمود خيامي وتوزيع خالد نبيل، فتعتبر الأصعب وربما هي مغامرة خاضتها النجمة الكبيرة ويأتي ذلك بسبب كلماتها الجديدة والقصة غير المألوفة التي تطرحها من خلالها، في المجمل الأغنية مختلفة ولحنها يتماشي مع كلماتها، واستطاعت أن تفرض نفسها بقوة في الألبوم. عادت نانسي للهجة الخليجية مرة أخرى، في الأغنية العاشرة من الألبوم (ما أوعدك ما غير) من كلمات مبارك الحديبي وألحان طلال وتوزيع طارق عاكف، والتي تعتبر أفضل من نظيرتها الخليجية (تسابق الريح)، بلونها وستايلها. (ما أوعدك ما غير) أجادتها نانسي ولاقت بها أكثر، فغنتها بإحساس عالٍ يشبه إحساسها في (يا كثر) التي قدمتها في ألبومها السابق، مع التأكيد أيضاً على أن (يا كثر) كانت أفضل قليلاً من (ما أوعدك). (وبكون جاي) الأغنية الحادية عشر من كلمات كمال قبيسي وألحان يحيى الحسن وتوزيع باسم رزق. هي أغنية لبنانية رومانسية لم تستطع أن تضيف جديداً على الألبوم، فكانت عادية الكلمات والألحان والتوزيع، ويمكن للمستمع أن يتجاوزها ليسمع ما بعدها في الألبوم بسهولة. أما الأغنية الثانية عشر (بقى كل ده) من كلمات إيهاب عبده وألحان غازي العيادي وتوزيع باسم رزق. لم تختلف عما سبقتها كثيراً بل قد تصيب المستمع بملل أكثر بسبب ضياع الأغنية بين التوزيع السريع والجملة اللحنية الطربية. (فاكرة زمان) كلمات وألحان محمد وزيري وتوزيع محمد الشاعر. هي الأغنية 13 التي عوضت بها نانسي عن الأغنيتين السابقتين، وقدمت أغنية خفيفة تليق بما اعتاده الجمهور منها. أما الأغنية الرابعة عشر (يا خاين) من كلمات مرسيل مدور وألحان غازي العيادي وتوزيع باسم رزق. أغنية لبنانية أقل في مستواها عن باقي الأغنيات اللبنانية التي قدمتها نانسي على مدار ألبوماتها السابقة، أو حتى في هذا الألبوم. ختام أغنيات الألبوم كانت أغنية (بالراحة) الأغنية الخليجية التي لا أجد مبرراً لأن تختارها نانسي كي تكون آخر أغنيات الألبوم، حيث أن لديها في الألبوم أغنيات أفضل منها، كما أنها لم تقدم جديداً أو مميزاً. لم تستطع نانسي أن تقدم مستوى أغنيات أفضل مما قدمته في ألبومها السابق (نانسي 7)، فلا يوجد ضمن أغنيات هذا الألبوم أغنية درامية مثل (في حاجات) ولا أغنية تحمل نفس عمق كلمات أغنية (حكايات الدني)، كما لم تستطع أي من أغنيات نانسي الخليجية في هذا الألبوم أن تتفوق على (يا كثر)، في الوقت الذي يفتقد فيه الألبوم لأغنية ذات حالة خاصة مثل (شيخ الشباب). ملحوظة: نانسي في هذا الألبوم تفوقت في أغانيها اللبنانية عن أغانيها المصرية وهو عكس ما حدث في ألبوماتها السابقة. كما أن الجزء الأول من الألبوم أي أول سبع أغنيات أفضل كثيراً عن بقية الألبوم الذي أقيمه ب10 من 15.