الداخلية تطالب النائب العام بإيفاد لجنة من الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على المدعين الخضيري وماضي يعترفان بالمعاملة الحسنة لكنهما شكوَا من عدم وجود صحف ومجلات تراجع نحو سبعة من النشطاء السياسيين المحبوسين في سجن مزرعة طرة عن اتهامهم لسلطات السجن بالاعتداء الجنسي عليهم خلال زيارة وفد المجلس القومي لحقوق الانسان التي امتدت حتى ليلة امس الاول. واكد الناشط وعضو المجلس جورج اسحاق ان غالبية من اتهموا سلطات السجن بالاعتداء عليهم جنسيا قد تراجعوا امام الوفد وتنصلوا من اطلاق الاتهامات. جاء ذلك في الوقت الذي كانت فيه ادارة السجن قد ابلغت مكتب النائب العام بايفاد وفد من مصلحة الطب الشرعي للكشف الطبي على المدعين في الوقت الذي ابدت فيه مصادر امنية مسؤولة رفيعة المستوى دهشتها من التراجع عن تلك الاتهامات التي سبق ان ابلغوها لمنظمات حقوقية مهتمة بحقوق الانسان. واكد مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الانسان اللواء أبوبكر عبدالكريم ان الحديث عن التحرش اتهامات باطلة يصعب اثباتها كما انها لا تتم للرجال، وانهم اختاروا ذلك حفظا لماء الوجه نتيجة ما اصابهم من المرج والكذب، في اطار خطة ممنهجة لاثارة المشاعر والرأي العام محليا ودوليا ضد وزارة الداخلية وانه لا يستبعد وجود عناصر اخوانية وراء ذلك في اشارة الى سابق اتهامات محمد البلتاجي القيادي الاخواني من اتهامه امام الوكالات العالمية وخلال احدى جلسات محاكمته بالاعتداء عليه جنسيا ثم عاد وتنصل من هذا التصريح جملة وتفصيلا. واكد أبوبكر انه لم يتلق حاليا أى شكاوى من رموز الاخوان عن ما يصفه البعض من انتهاكات داخل السجون، مشيرا الى ان الداخلية سمحت لوفد المجلس القومي ان يزور ثلاثة سجون رغم انه طلب زيارة السجن الذي صدرت منه الشكوى فقط، قائلا: انه ليس لدينا ما نخفيه أو نخشاه أو نخاف منه، وتساءل مساعد وزير الداخلية اذا كانت المنظمات الحقوقية تهاجم وزارة الداخلية فلما لم تنتفض لاستشهاد رجال الشرطة بشكل يومي. واشار جورج اسحاق ان هؤلاء شكوا من سوء المعاملة في قسم الازبكية ثم قسم قصر النيل ثم سجن أبوزعبل الذي تم فيه ايداعهم اولا، ولكن سجن طرة يعتبر نقلة كبرى ومعاملة متميزة باعترافهم، موضحا انه سيتم الطلب من النائب العام التحقيق في كافة الشكاوى التي قدمها المحبوسون حتى تظهر الحقيقة، ولكنه قال انه من الغريب ان يتراجع هؤلاء عن اتهاماتهم بمجرد وصول الوفد الى السجن واللقاء بهم، حيث كان في مقدمة الذين نفوا الاعتداء الجنسي خالد السيد وناجي كامل، واكد ان الداخلية اكدت انه لا يوجد اطفال محتجزون داخل السجون وهو ما لمسه الوفد خلال الزيارة ايضا. وكشف عضو المجلس القومي كمال عباس ان الشكوى الوحيدة من كل من أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والمستشار محمود الخضيري هي حبسهم طوال 23 ساعة يوميا والتريض ساعة واحدة، واشار الى ان ماضي والخضيري اشتكوا من مصادرة الكتب والراديو منهم منذ 25 يناير الماضي. أما أحمد دومة فقد شكا من رفض السجن كتابة مقالاته وارسالها للنشر اما شكوى احمد ماهر فقد كانت عدم تمكنه من عمل توكيل لزوجته لمباشرة بعض الاعمال حتى خروجه. وشكى علاء عبدالفتاح الناشط السياسي من عدم صدور قرار احالة للمحاكمة حتى الآن، بينما طالب احمد ماهر بوجود تليفون في محبسه. وكان الوفد قد توجه اولا لزيارة كل من ناجي كامل محمد وخالد محمد السيد علي وعبدالله محمد احمد والذين تقدموا بالشكاوى، ثم توجه الوفد الى زيارة احمد ماهر وأحمد دومة ومحمد عادل وعلاء عبدالفتاح. وفي سجن ملحق المزرعة التقى الوفد مع كل من أبو العلا ماضي والمستشار محمد الخضيري اللذين اعترافا بالمعاملة الحسنة وتقديم السجن الرعاية الصحية اللازمة لهم. واكد مدير مصلحة السجون عدم طلب وفد حقوق الانسان مقابلة أي من رموز نظام الرئيس الاسبق حسني مبارك وفي مقدتهم نجليه علاء وجمال، ولم يطلب الوفد مقابلة أحمد عز. وقالت مصادر مطلعة ان رموز جماعة الاخوان رفضوا مقابلة وفد حقوق الانسان وتزعم حركة الرفض كل من خيرت الشاطر ومحمد بديع ورشاد البيومي ومهدي عاكف وسعد الكتاتني. "الوطن الكويتية "