انطلاق المبادرة الرئاسية تمكين لدعم الطلاب ذوي الإعاقة بالمنيا    مدير «تعليم المنيا»: المعلمين الركيزة الأساسية في بناء الأجيال وصناعة مستقبل الوطن    وزيرة التضامن تشهد الاحتفال باليوبيل الماسي للهيئة القبطية الإنجيلية    تعرف على مواقيت الصلاة الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 في مطروح    كام سعر الذهب النهارده فى مصر.. تفاصيل    توقيع اتفاقية مصرية - إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة    كل ما تريد معرفته عن التوقيت الشتوي في مصر 2025.. الموعد وطريقة الضبط الدقيقة    الأهالي يودعون صغيرهم سليم بعد سقوطه في بالوعة للصرف الصحي    إزاى تقدم على معاش تكافل وكرامة ؟.. خطوات الاشتراك والمستندات المطلوبة    البرهان ل"القاهرة الإخبارية": الجيش السودانى والمقاومة الشعبية قادران على تحقيق النصر    ألفاريز يقود هجوم أتلتيكو مدريد أمام بيتيس في الدوري الإسباني    حقيقة فيديو متداول ل«ترحيل السوريين من ألمانيا»    عبد المنعم سعيد: حماس دمّرت اتفاق أوسلو.. ومصر تبذل جهودًا كبرى لتوحيد الصف الفلسطيني    وادي دجلة يفوز على الاتحاد السكندري في الدوري    هدف عكسي.. أهلي جدة يتقدم على الباطن في الشوط الأول    الأمن يضبط المتهم بسرقة 20 جوز حمام وأدوات كهربائية من منزل بالمحلة    رمضان 2026| انضمام كارولين عزمي ل«رأس الأفعى» مع أمير كرارة    مريم سوليكا تكشف قصة اختيارها كأول شابة مصرية ضمن قادة الأمم المتحدة للشباب    انطلاق مبادرة «عيون أطفالنا مستقبلنا» في المنيا لفحص إبصار طلاب المرحلة الابتدائية    سماء إبراهيم تنضم لأبطال «فخر الدلتا» في رمضان 2026    ابن فريدة سيف النصر يكشف ل اليوم السابع سبب غياب والدته عن جنازة وعزاء شقيقها    خروج جثمان طفل شبرا الخيمة من مستشفى ناصر التخصصى بعد تصريح النيابة بالدفن    لدغتها تصيب بالحمى والقرحة.. مخاطر «ذبابة الرمل السوداء» بعد وفاة طفل في الأردن    نواب الأمة    بعد إعلان عرضه.. تفاصيل مشاركة مهرة مدحت بمسلسل كارثة طبيعة بطولة محمد سلام    الأديب الدبلوماسى أحمد فريد المرسى: أعمالى نوافذ على عوالم مغايرة    المخرج سعد هنداوى يطالب بتكريم عادل إمام ببناء دار عرض تحمل اسمه    هل يضاعف حساب الذنوب حال ارتكاب معاصي بعد العمرة أو الحج؟.. فيديو    استمرار محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان لليوم الثالث في ظل توترات حدودية    ضبط 2800 لتر من زيوت السيارات مجهولة المصدر بالخانكة    في ملتقى عالمي بالرياض د.خالد عبد الغفار: العائد الاستثماري في الصحة يحقق أربعة أضعاف    «زي المطاعم».. كباب اللحم بتتبيلة الزبادي والبهارات    هل على العقارات المؤجَّرة زكاة؟.. أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح    الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة بتروجيت وسط تركيز عالٍ وتظلم رسمي ضد الكاف    ملك الأردن: لن نرسل قوات إلى غزة ومستعدون لدعم الشرطة الفلسطينية    شيخ الأزهر للرئيس الإيطالي: ننتظر إعلان روما الاعتراف بدولة فلسطين (صور)    رئيس المركزي للمحاسبات يفتتح أعمال المجلس التنفيذي ال79 للإنتوساي بشرم الشيخ    محمد صلاح ضمن قائمة المرشحين لأفضل 11 لاعباً فى العالم من فيفبرو    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    تأجيل محاكمة 89 متهما بقضية "خلية داعش مدينة نصر" لجلسة 11 يناير المقبل    بث مباشر.. الفتح في ضيافة الرياض الليلة الساعة 5.35 في دوري روشن السعودي 2025    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    مشهد صادم على الطريق.. سائق ميكروباص يدخن "شيشة" وهو يقود في الإسكندرية    مصر تواصل إرسال مساعداتها إلى غزة.. وصول شاحنات وقود وغاز (فيديو)    رسمياً.. يوفنتوس يقيل تودور بعد أسوأ سلسلة نتائج منذ 2009    لجنة فلسطين بالبرلمان العربي تعتمد مجموعة من التوصيات لدعم القضية    رئيس الوزراء يتابع مع محافظ بورسعيد عددًا من المشروعات الاستثمارية الجاري تنفيذها في المحافظة    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    أول صورة لضحية حادث تصادم سيارتين ملاكي وتريلا في قنا    المشاط: الإحصاءات تُمثل ركيزة أساسية في صنع القرار ودعم مسيرة التنمية    شيخ الأزهر في القمة العالمية للسلام بروما: لا سلام بالشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية    هل ستتعرض القاهرة الكبري لأمطار خلال الساعات المقبلة ؟ الأرصاد تجيب    «الرقابة الصحية» تعقد الاجتماع الأول لإعداد معايير اعتماد مكاتب الصحة والحجر الصحي    أسعار اللحوم اليوم الاثنين في شمال سيناء    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو الاعتداء على كلب في الدقهلية    غزل المحلة: الأهلى تواصل معنا لضم ثلاثى الفريق الأول.. ولكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دخل عليها زوجها بعد شهر وليلتين من الزواج فوجدها .... !!!!
نشر في أخبار النهاردة يوم 08 - 01 - 2014

هذا الرجل الوقور .. الذي جاءني ليرويها لي بالتفصيل ..
لكي لا ننخدع بالمظاهر الكاذبة .. ولا تخدعنا الكلمات المعسولة .. لكي نبحث عن الأصل المستقيم.. ونختار الزوجة الصالحة ..
( هكذا كان يقول ..ويداه ترتعشان )
وأنا أزيدكم من الشعر بيتا ..هو :
ولكي نربي بناتنا ..وتربي بنا تنا أنفسهن على القرآن والحديث وذكر الله ..حتى يبارك لها في حياتها وفي ذريتها ..
قال هذا الرجل – وهو يتنفس الصعداء :
دخلت عليها هذه الليلة .... بعد زواجنا بشهر واحد وليلتين اثنتين .. فوجدتها .......!!!!!!
قلت له : هدئ من روعك .. كيف اخترتها ؟؟ وهل كنت تعرف دينها قبل زواجك بها ؟؟؟؟؟
قال لي : لم أكن أعرف عنها شيئا .. إلا أن إخواني كانوا يزكونها .. وهي من مدينة بعيدة عنا .. وسبحان الله .. اسمها ( عائشة ) !!! لقد شدني اسمها حين ذكر لي ..
ولما ذهبت إلى خطبتها كنا في العشر الأواخر من رمضان ..استخرت الله تعالى ..
سافرت إلى بلدها البعيد .. تكبدت مشقة السفر في الصيام .. وطرقت البيت .. خرج أخوها الذي كان على موعد معي .. رحب بي .. ودخلت .. كان الوقت قبل المغرب بقليل .. لاحظت أن والدها ليس موجودا .. قالوا لي إنه معتكف في المسجد ..
فرحت .. سبحان الله !!! شيء طيب ..
صلينا معه العشاء ثم التراويح .. ثم قدمني أخوها له : هذا ( فلان ) الذي جاء يتقدم ل ( عائشة ) .. رحب بي والدها .. أردت أن أدخل في تفاصيل الموضوع فاجأني والدها بقوله : لا يمكنني الآن الدخول في أي تفاصيل ..
ذُهلت (!!!) .. استغربت (!!!) .. لماذا ؟؟؟ ..
قال لي : لأن الوقت لا يسمح ..
كيف ؟؟؟!! ..
أنا معتكف ، وهذه الليالي لا تحتمل إلا الذكر والعبادة وقراءة القرآن ..
قلت له : إذن .. أراها
قال : هذا حقك .. هذه سنة ..
واستسمحني ألا أضيع دقيقة واحدة أخرى من وقته .. وابتسم لي ..ثم قام إلى ناحية ..
رجعت إلى منزلهم مرة أخرى .. في الطريق سألت أخاها باستحياء : أأأأهل الأخخخت عائشة تحفظ كثيرا من القرآن ؟؟؟ ..
قال لي باهتمام : ليس المهم في الحفظ .. المهم في تطبيق الإسلام ..
لم أدر هل أفرح أم أزداد حيرة ..
- يا عائشة ..
أقبلت إلى الحجرة .. لم تغض بصرها .. ولكني تظاهرت بغض البصر ..
بادرني أخوها : ليس هذا الموقف موقف غض بصر ..
لا أدري مرة أخرى : هل أفرح أم أستغرب ؟؟؟!!!
علامات الاستفهام والتعجب لم تشغلني عن النظر إليها بعمق .. بصراحة جميلة ..
سألتها : كم تحفظين يا أخت من القرآن ؟؟ - جزء عم .. - ثم استأذنت وقامت ..
- قلت لأخيها بغيظ مكتوم : لماذا لم تجلس معنا ؟؟ - ليس لك في الشرع إلا الرؤية ..
- ولم يمهلني للتفكير ، ولكن ابتدرني : إذا كان حدث القبول فلا تضيع وقتا .. متى سيكون البناء بإذن الله ؟؟؟
- قلت : البناء !!! - قال لي : يعني الدخول .. - قلت : عارف ..
البناء مرة واحدة .. "أبتسم".
- ضحك والله يا أخي وقال لي : وفيه بناء يكون على مرتين ؟؟؟ وما المانع من السرعة في الأمر ؟؟
- ولكنا ..لم نتفق على شيء .. ولم أحضر أهلي وناسي ..ولم نأخذ فترة كافية للتعارف ..
- قال وهو يهز رأسه : يا سيدي نتفق .. وهات أهلك وناسك .. وما معنى فترة كافية .. هل جئت إلى هنا بدون تأكد منا ؟؟ ثم أردف قائلا : نحن لا نريد منك أي مجهود في تجهيز البيت ، فالاقتصاد هو المطلوب .. أما المهر فأنت تعلم : أقلهن مهرا أكثرهن بركة .. ويكفي إحضار أهلك مرة واحدة ، ثم في المرة التالية يتم الزفاف .. حتى نختصر عليك التكاليف ..
ما هذا ؟؟!! .. حككت رأسي بخنصري .. أشياء غريبة .. لم يطل تفكيري ..
قطعه صوت أخيها وهو يقول : هيا ننام لكي نقوم قبل الفجر بساعة لنصلي التهجد .. قلت له مبتسما لا أعرف لبسمتي سببا : أليس عندكم جهاز تلفاز ؟؟ قال لي ممازحا : اخفض صوتك حتى لا تسمعك العروس ..
الصورة صورة التزام كامل .. ولكن لماذا لم يتكلم في التفاصيل ؟؟؟ .. لماذا يستعجل الأمر ؟؟ .. لعله رفففففقا بي .... وحتى .. يخخختصر التكالييف ..
ذهبت مع الأهل .. إلا والدي .. رفض بشدة أن يذهب .. قال لي : بنات عمك أولى بك .. - يا والدي .. التزام بنات عمي ضعيف .. وعمي يخضع للتقاليد والأعراف أيا كانت .. - قال بحسم : هؤلاء نعرف أصلهم وفصلهم و كل شيء عنهم .. والتقاليد والأعراف لا دخل لها بالدين - يا والدي غلاء المهور وكثرة التكاليف .. و.. قال وهو ينهي الموضوع : اذهب لرخيصة المهر !!! وقليلة التكاليف .. وخذ أمك معك ..
قالت أمي ونحن راجعون في الطريق : مبروك عليك .. والله بنت زي السكر .. قليلة الكلام .. و ..
قاطعتها خالتي : ولكن أمها تركتنا بنتكلم وجلست ساكتة تتظاهر بالتسبيح .... وهل هذا من الذوق ؟!
قالت أمي بهدوء : هذا حدث فعلا .. لكن أظنه حدث لمّا بدانا نحكي عن زواج ابن أختك وما حدث في الفرح .. الظاهر إنه لم يعجبها الكلام فسكتت ....
ابتلعت خالتي ريقها بتغصب ..
قلت لأمي : هل قالت لك عائشة شيئا عن حفظها للقرآن ؟؟ قالت : لا والله .. ولكني سمعتها تقول لأختها : بالليل إن شاء الله راجعي لي المتشابهات في سورة المائدة ..
دارت بي الأرض .. لقد أجابتني إنها تحفظ جزء عم .. هل تتظاهر أمام أمي بحفظ المائدة ؟؟؟ هل نست ما قالته لي ؟؟؟
قررت أن أرسل رسالة عاجلة لأخيها ليجيبني على كل هذه التساؤلات السابقة واللاحقة – خصوصا وأنهم رفضوا بشدة هذه المرة أن نأتي مرة أخرى بحجة عدم التكلفة .. وقال لي والدها بالحرف الواحد : يا بني نحن نريد رجلا يحفظ بنتنا ، ولانريد أن نرهقك ماديا في أي شيء .. وأيضا لا نحب كثرة الدخول والخروج من أي أحد لمنزلنا .. فعجل بالزواج .. ويستحسن أن تجعل قدومك المرة القادمة لتأخذها معك .. !!!
وجاء الرد من أخيها مقتضبا للغاية : ، ونصه بعد الديباجة القلقلة :
" بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ..فطوبى للغرباء...
عليك بالمجيء ولا تحمل هم التكاليف ، فقد قرر الوالد تجهيز عائشة حتى لا يثقل عليك ، واعتبر ذلك هدية .. أما ما ذكرته من تساؤلات فلا تشغل نفسك به، لا أدري كيف تنشغل عن المهم بمثل هذه التساؤلات الصغيرة .. وتقبل تحياتي العاطرة .. ونحن في انتظارك "......
هداني تفكيري إلى تجديد الاستخارة .. ففعلت ..
ثم سألت أمي : مارأيك في تعجيل الموضوع كما يطلبون ؟؟؟ قالت : اسأل والدك !!
قال لي والدي : يا بني .. نحن الآن في زمن العجائب .. ومن المناسب أن تعجل بالموضوع حتى تكتمل العجائب .. قلت : وما العجيب في هذا ؟؟؟ أليس خير البر عاجله ؟؟ ضحك ساخرا : البرررررر .. يعني السيييء الواااااضح .. أليس كذلك ؟؟
- ولكن نحن لم نر عليهم إلا خيرا .. ألا يكفي والدها يعرض كل هذه المساهمات التي حكيتها لك ؟؟ بمنتهى الوثوق قال : هذا لا يفعله والد للزوجة أبدا إلا إذا كان في الأمر شيء .. - ولماذا لا يكون هذا نوعا من المعروف ؟؟؟ قال بحسم : زمن الأنبياء انتهى..
زاغت الدمعة في عيني .. تعثرت في رموشي .. إستبدا بي الحيرة والقلق : ما هذا ..
كل ما أراه هو من الالتزام الصحيح بالدين .. ومن الأخلاق الفاضلة التي نسمع عنها في الكتب .. ولكنه التزام غريب لم نعهده .. وكأنه مبالغ فيه .. ووالدي يؤكد أن هذه الغرابة معناها أن وراء الأكمة ما وراءها ..
لاحظ ابن عمي – الذي يصغرني بأشهر ما بدا علي من قلق وارتباك .. جزبني إلى الخارج ..
قال لي باهتمام : لابد أن تعلم شيئا مهما ، أقوله لك رغم فارق السن بيننا .. لكن قد يخفى عليك ما يظهر لي ....
إسمع .... نحن لنا الظاهر .. والله يتولى السرائر .. كل ما رأيناه منهم يوم ذهبنا إليهم ينم عن الالتزام .. وأنا أعلم أن عمي يريد أن يزوجك أختي أو غيرها من العائلة .. ولكن لو أني مكانك فلن أتزوج إلا من اخترتها لنفسي..
قلت له : ولكن ....
قال : لاداعي لتحميل الأمر فوق ما يحتمله .. كل ما يحدث فعلا يثير التساؤل .. لكن .. لماذا يا أخي لا نفترض وجود ناس من أهل الصلاح واتباع السنة في هذا الزمان ؟؟ لا أخفيك أنني اقتنعت .. ومادام والدي لا يعارض بشدة فهذا حجة لي لأن أسير في الموضوع .. وأستسلم لقدري .. لكن الأمر يحتاج إلى استخارة أخرى ....
دخلت عليها ليلة الزفاف .. بعد سفر مرهق لنا معا .. سلمت عليها .. ابتسمت لي وردت السلام.. كانت ساحرة .. كانت سارة رغم آثار السفر ..
وضعت يدي على ناصيتها : " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فطرت عليه .. "
( سمعتها تقول : جبلت .. كأنها تصحح لي ) ..
استدركت الخطأ ..!!!!
وأكملت الدعاء النبوي حتى أصيب السنة ..
وأعدت يدي إلى جنبي .
كان أول كلامي لها بعد الدعاء هو السؤال المُلح ..
ابتدرتها :كم تحفظين من القرآن ؟ - كله والحمد لله ..
قلت لها بثوووورة مكتومة وكأني أعاتبها بصوت مبحوح : ألم تقولي لي إنك تحفظين جزء عم ؟
قالت : قلت لك ذلك تعريضا ولم أكذب .. ذاك اليوم كان موقف خطوبة فلم أرغب في أن أجمل نفسي أمامك ..
أردفت وهي تأخذ بيدي باسمتاً : ليست الليلة ليلة عتاب ..هيا .. ( وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )
ومر شهرٌ كاملٌ ..
ننام ليلنا بعد صلاة العشاء أو نسمر قليلا بعدها .. ننام حتى قرب أذان الفجر ، فلا يكون بيننا وبين الفجر إلا الوضوء ..
لم يكن من دأبها طوال هذه الفترة قيام ليل أو صيام نهار .. ولا زيادة في صلوات التطوع ..
كان كل حرصها محصورا في التزين والتجمل والتعطر والدلال .. لم توقظني مرة لقيام الليل ..
لم تقترح علي مرة واحدة أن نزور والدي أو تنصحني بزيارة أخواتي أو أقاربي .. ليس لها هم طوال الشهر هذا إلا الكحل والعطر والضحك واللعب ..
حتى جاءت الليلة الموعودة ..
كنت قد أنهيت شهر الإجازة التي حصلت عليها من العمل .. واضطررت للرجوع .. ففوجئت بمهمة تنتظرني تحتاج لسفر لمدة يومين .... وكان لابد من الخضوع ..
أخبرتها بسفري .. ولكي أحتاط لنفسي وحتى لا تقلق في حالة تأخري لظرف طارئ ، قلت لها لعلي أتأخر في سفري ثلاثة أيام ..
الا أن المهمة انجزت في وقتها ولم أحتج إلى الى تأخير ..
رجعت من السفر بالليل بعد العشاء بحوالي ساعة إلى المنزل ..
طرقت الباب برقة فلم يرد أحد .. قلت في نفسي : لعلها نائمة .. كرهت أن أوقظها ..
وضعت المفتاح في الباب برفق .... أدرته في الثقب بحذر شديد .. فتحت .. دخلت ..
سميت الله وألقيت السلام هامسا لا يسمعني أحد .. أغلقت الباب بهدوء .. ثم اتجهت من فوري إلى حجرة النوم ..
وأنا في طريقي سمعت من داخل الحجرة شهقات صوتها وهي تشهق وكأنها تزفر أنفاسها الأخيرة ....... شهقات مكتومة ، وصوتٌ مُتحشرج ، تقطعه آنات بكاء ونحيب
. ماذا يحدث ؟؟؟!!! .. اقتربت إلى الباب ..
باب الحجرة لم يكن محكم الغلق .. أدرت المزلاج .. ودخلت ..
تسمرت ..
ما إن أطللت حتى رأيت ما لم أكن أتوقع ....
هذا المشهد لم يجل بخاطري ....
عائشة .. زوجتي ....
ساجدة إلى القبلة .. تتودد لله تعالى .. تبكي بين يديه .. تبكي وتشهق .... تدعوا وتتحرق .. ترجوا وتتشوق ..
لا تتميز منها الهمسة والشهقة .. والمناجاة والأنين . ظلت ساجدة طويلا .. ثم رفعت جالسة ..
الباب في قبلتها ... وقع بصرها علي .... انتبهت لوجودي ............!
سجدت سجدة فلم تطل السجود .. وجلست ثم سلمت ....
أقبلت إلي مرحبة ....
كُنتُ قد انخرطت في البكاء .... وكم استصغرتُ شأني أمام هذه البكاءة الساجدة لربها
اقتربت مني .. وضعت يدها الحانية على صدري .. جلسنا ..
أحسست أني ولدت من جديد .... استسلمت للسباحة في بحر الذكريات .... شريط الذكريات .. منذ ذهبت إلى بيتها لأطلب يدها ....
هذه ثمرة من ثمار التربية على التقوى والالتزام الصادق .... هذه ثمرة أب يتبتل إلى الله عالى في أيام الاعتكاف .. حتى لا يجد وقتا يتكلم فيه في أمر زواج بنته ....
وأم تأبى أن تخوض مع ضيفاتها في حديث لا فائدة منه ولا طائل من ورائه ....
وأخ لا يهتم بسفاسف الأمور ولا يستفيض فيها .. ويتودد إلى صهره بكل وسائل التودد ..
وأخت تراجع معها كل ليلة متشابهات القرآن ..
أيقظني صوتها الحاني :
* أين ذهبت ؟؟
- ذهبت فيك .. وذهبت إليك .. ولكني أبدا ما ذهبت عنك ....
رفعت بري إليها .... ساحرة .. مشرقة ....
- عائشة .. بارك الله فيك ....
هذا السلوك الذي رأيته الليلة لم أره من قبل طوال هذا الشهر .. حتى طافت بي الظنون ..
* أي سلوك .. ؟
- قيامك بالليل .. وبكاؤك لله ..و....
قاطعتني : زوجي الحبيب ..
وهل كنت تنتظر مني أن أقوم الليل في أول شهر لزواجنا ؟؟
إن غاية قربي إلى الله في هذه الفترة الماضية هو أن أتودد لك وأتقرب منك .. وأتجمل بين يديك ..حتى لا ترى مني موضعا إلا أحببتني به ....
وهذا هو أفضل ما تتقرب الزوجة به لربها في أول زواجها..
- لكن ......... لَكِنَكِ لم تأمريني بصلة رحم ولا زيارة أهل طول الفترة الماضية ....
إبتسمت ..
- كيف أوجهك لشيء من هذا والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ؟؟؟
ما يدريني أن يزين لك أنني أريد أن تبتعد عني لحظة من الزمان ؟؟ لكنك حينما كنت تزور أهلك وتبرهم كنت أنا سعيدة من داخلي بصنيعك ..لكن دون أن أظهر لك ..
فلما سافرتَ علمت أنا أن الحياة الطبيعية قد بدأت فرجعت لما كنت فيه قبل الزواج ..
ومن الآن .. استعد للإستيقاظ بالليل .. " ضاحكة بحنان " وإلللللا ..
وإلا... صببت على وجهك الحلو ده كوب الماء ....
تنَفَسَت بعمق .... ثم واصَلت ..
* لكن .. لي عليك عتاب ..
قلت بلهفة : ما هو ؟؟
قالت : حينما تسافر بعد ذلك وترجع بالسلامة .... حاول تقدم علينا بالنهار وليس بالليل ..
- ولماذا ؟؟
قالت : هذا هو الأدب النبوي الكريم للمسافر .. أليس النبي يقول : "إذا رجع أحدكم من سفره فلا يطرق أهله ليلا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة "
تفرستها .... قلت وقد أذهلني الحديث : - الشعثة ؟؟ والمغيبة ؟؟
- نعم ..
الشعثة والمغيبة هي التي لم تهتم بجمالها في وقت سفر زوجها .. وهذا هو المفترض في الزوجة الصالحة الأمينة .. هي تتزين لزوجها .. فإذا سافر تركت التزين كله لعدم وجود الداعي له .. فإذا رجع نهارا كان عندها الوقت لذلك ....
تنفست الصعداء ..
أنت أبهى الآن في عيني من كل جميل ... " قلتها في نفسي "
أدركت أنني أملك أعظم كنوز الأرض قاطبة .. نعم .. هي خير متاع الدنيا .. هذه هي ثمار أسرة آثرت الالتزام مهما كان غريبا على الناس ....
قال لي صاحبي "ذلك الرجل الوقور" :
ومن يومئذ .. منذ عشرين عاما .. وأنا في سعادة تامة وههناءة عامة .. وخير وافر وبر زاخر .. وذرية طيبة أحسنت أمهم تربيتهم على الطاعة واالإخلاص ..و..
قاطعته :
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.