سوريا.. بريق "أيام الجمعة" يتلاشى مع كل يوم جمعة كانت الأزمة السورية على موعد مع اسم جديد ليوم يعكس أحداث اليوم من فعاليات منذ انطلقت الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في 15 مارس 2011. فاسم كل جمعة في الثورة كان يحدد من خلال تصويت أسبوعي يجري في يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع بعد طرح عدة خيارات من القائمين على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وكانت أسماء الجمع في الأشهر الأولى للاحتجاجات تحظى بمتابعة شعبية واهتمام إعلامي كبير، لأنها كانت تعبر عن الاستمرارية والصمود لدى المعارضة السورية، وكانت إحدى الأدوات المهمة في إيصال رسائل لعموم الناس أولا ولوسائل الإعلام والجهات الخارجية ثانيا. وقد لوحظ مؤخرا ارتفاع نسب الاستياء العام من قبل السوريين على أسماء الجمع المستخدمة وطريقة التصويت عليها. ولم تعد تعبر أسماء الجمع عن مجريات الثورة أو الأحداث اللافتة فيها، وبقيت رهن إرادة فئة معينة من المعارضة، وبالتحديد أولئك الذين ينتمون إلى فكر معين ومعتقدات معينة. أسماء سياسية ودينية إذ جاءت بعض الأسماء لتكون واجهة سياسية لجهة ما, أو خطاب سياسي غير جامع للثورة السورية، حسب المنتقدين لها. وطغت في الآونة الأخيرة التسميات الإسلامية على كل الجمع، ما أدى لابتعاد كثيرين عن المشاركة في التصويت عليها، لأنهم يعتبرون أن التسميات يفترض بها أن تستمر في التعبير عن أي شيء يخص الثورة بشكل عام، وألّا تكون كلمات إسلامية وحسب، كتسميات بعض الجمع ب "الله أكبر" أو "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" وغير ذلك من التسميات المرتبطة بالتوجه الديني فقط، في مجتمع متنوع. ويرى البعض أن الإكثار من هذه التسميات فيه ابتعاد عن روح الاحتجاجات والمطالب والأهداف التي بدأت بها، تغذي روح التطرف وتقيد الثورة بالجانب الديني فقط أمام الرأي العالمي. وكما أنها تشكل مصدر توجس لباقي امكونات المجتمع من انسياق المعارضون إلى المطالبة بدولة إسلامية والابتعاد عن الدولة المدنية الحلم لأغلب المعارضين السوريين. التصويت كما أن أعداد المصوتين على التسميات قلت بشكل ملفت للنظر، فبعد أن كانت أعداد المصوتين أكثر من 100 ألف، في حين كان عدد معجبي الصفحة التي يجري فيها التصويت يقارب 300 ألف، أصبح الآن عدد المصوتين لا يتجاوز 15 أو 20 ألفا كحد أقصى رغم أن عدد معجبي الصفحة قارب المليون معجب. إلا أن بعض التسميات التي أطلقت على أيام الجمع كانت بين الحين والآخر تساهم في جذب الطوائف الأخرى لدعم الاحتجاجات السلمية، مثل الجمعة التي سميت بجمعة "آزادي" وذلك تعبيرا عن المشاركة الكردية في الثورة، أو الجمعة العظيمة تقديرا للمكون المسيحي المشارك وأيضا جمعة الشيخ صالح العلي لتحفيز العلويين وتقدير المشاركين منهم في الثورة. وجاءت كل المحاولات من المنظمين لفعاليات أيام الجمع لدعم الوطنية السورية لكي تشمل الاحتجاجات كل السوريين ولا تقتصر على مكون واحد بعينه.