بقلم مؤمن الجندى تصيب الحيرة الواحد منا ربما في اليوم عدة مرات وأحيانا في كل المناسبات، فالإنسان بطبعه يعيش مترددا في اتخاذ القرارات فما بالكم عندما يكون القرار هاما ومؤثرا؟ محمد أبو تريكة الذي صال وجال في الملاعب المصرية والأفريقية بل وصل للعالمية، يعيش أصعب لحظات حياته ومشواره مع كرة القدم في هذه الأيام قبل الانخراط في مباريات كأس العالم للأندية 2014 بالمغرب التي سيعتزل بعدها مباشرة على حد تصريحاته، خاصة في مسألة شكل الوداع. قد يعتبر البعض ما سأقوله الآن أكبر لطمة في تاريخ أبو تريكة وقد يستقبله البعض الآخر بأنه من أفضل الأشياء التي سيفعلها أبو تريكة، فالاختلاف أسلوب حياة كما هو الحال بالنسبة للحيرة والتردد. "أبو تريكة يحرز هدفا رائعا ويرفع شعار رابعة" عنوان يراود أبو تريكة شخصيا، فاللاعب الذي يؤيد أو يتعاطف - حسبما يفضل - مع جماعة الإخوان المسلمين وضد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، يراوده شعار رابعة في المونديال ليكون قد عبر عن القضية أمام أعين العالم، خاصة بعدما سبقه زميله في الفريق أحمد عبد الظاهر وفعلها في نهائي أفريقيا وتم عقابه أشد عقاب بالرحيل من الأهلي بل والايقاف الدولي. ولكن يصطدم اللاعب الأكثر شعبية داخل القلعة الحمراء بالكثير من العراقيل، منها عقوبة الاتحاد الدولي "الفيفا" الذي حذر كل الفرق من استخدام أي شعار سياسي خلال المونديال، ومنها صورته أمام المعارضين لقضية رابعة، والإعلام الذي ينتظر أي مؤيد لرابعة ليقيم الحد عليه.. وأخيرا وداعه الذي يفضل أن يكون خاليا من المشاكل والأزمات بعد مشوار طويل مع الأهلي. لاعب الترسانة السابق الذي ذاع صيته في الأهلي، وقدم كل ما هو جميل للفريق الأحمر ولمنتخب مصر على مدار سنوات من مشواره يقع في فخ الحيرة.. هل يرفع شعار رابعة ويشبع رغبته المكمونة؟ أم يضحي برغبته ويخرج خروجا آمنا ويظل البطل المغوار في أعين الجماهير بجميع طوائفها؟ مما لا شك فيه أن أبو تريكة حائرا ولكن قد تحسم خبرته الطويلة الأمر، أما أن تكون لطمة "ولطمة هنا ليس رأي شخصي بل رأي شريحة كبيرة" في تاريخه، وأما أن يخرج خروج الأبطال ويعتزل وهو أبو تريكة القديس وليس "المشوه"! مؤمن الجندي