دقائق مجنونة في قمة الأرتيميو فرانكي.. سقط اليوفنتوس بصورة مريعة في آخر 20 دقيقة تقريبًا امام فريق فيورنتينا وجعل الأمور أكثر صعوبة عليه، لم تكن الهزيمة فقط بسبب امتياز الفيولا بل عبر تقاعس من عناصر اليوفنتوس التي فكرت مبكرًا بقمة ريال مدريد، وقام البيانكونيري بإحياء آمال الفيولا في موسم ممتاز، ومنافسيه في أن يحلموا أكثر في الفوز بلقب الاسكوديتو.. اليوفنتوس | التقاعس والجمود ساهم تراجع فريق اليوفنتوس في الأداء البدني ، وكذلك الأداء الإيجابي والتقهقر الشديد للخلف وقبول اللعب قي تقارب خطوط الفيولا وترك الفرصة لبورخا فاليرو وكوادرادو في مساندة جوزيبي روسي والاقتراب منه أكثر وهذا لم يحدث أبدًا في أكثر من ثُلثي المباراة، كان هجوم فيورنتينا مُجيدًا للغاية في استغلال المساحات التي أوجدها اليوفي بنفسه وتراجع المستوى لدى كتيبة كونتي بشكلٍ عام وعاقبه بشدة بثلاثية قلبت كل معطيات المباراة وكذلك نتيجتها في ظرف دقائق معدودة. عانى فريق فيورنتينا في الشوط الأول من ازدحام خط الوسط بصناع اللعب ولعب أكويلاني وفاليرو وبيتزارو لنفس الدور، والتقت فينشنزو مونتيلا لهذا الأمر في الشوط الثاني بإدخال خواكين وهو ما كان تغييرًا موفقًا منه وإن كان متأخرًا بعض الشيء مما فتح المساحات على الطرفين وزاد من أوراق الفيولا الهجومية بوجود روسي وخواكين وكوادرادو في تطبيق الهجمة المرتدة كما يجب وخلفهم صاحب التمريرات والرؤية الجيدة "بورخا فاليرو". رغم الانتصار التاريخي لفيورنتينا ولكن هناك حاجة كبيرة لعودة المهاجم الألماني ماريو جوميز لخط هجوم الفيولا، فقد ظهر واضحًا في أول 60 دقيقة افتقاد الفيولا للاعب آخر حاسم بجانب جوزيبي روسي الذي ضاعف من مجهوداته وساعده دفاع اليوفي على هذا الأداء، بعودة جوميز ستزداد أسلحة الفيولا وسيصبح فريقًا منافسًا على الأقل على المركز الثالث المؤهل لدوري أبطال أوروبا. فيورنتينا | حياة أفضل مع روسي بدأ اليوفنتوس المباراة كما يجب، استعداد تام في خط الوسط وحيوية في أداء ماركيزيو وبوجبا وتواصلهما مع خط الهجوم بوجود الأرجنتيني تيفيز وفيرناندو يورينتي وكان تقدمه مستحقًا في النتيجة بضغطه الهائل على الخط الخلفي لفريق فيورنتينا والتقدم بأكبر عدد من عناصره، وحتى بعد تقدمه بهدفين رأينا تقدم لكيليني وتهديد أكبر لمرمى نيتو، ولكن الآية انقلبت تمامًا في النصف الثاني من المباراة بسبب التفكير في لقاء ريال مدريد، والعمل على الخروج من المباراة بالفوز وبأقل مجهود مما سهم في تراجعهم للخلف وفتح الباب للاعبي الفيولا السريعين للقيام بعملهم. الإجهاد كان بديًا على لاعبي الدفاع في اليوفي وفي أداء أسامواه على وجه الأخص العائد مؤخرًا من الالتزام الدولي، مما جعل خيار كونتي بالرجوع للخلف قرار شبه انتحاري فهو لم يتوقع هذا الانفجار الهجومي وقدرة الفيولا على استغلال ثغراته بهذه الصورة، إضافة لعدم جاهزية بوفون لإيقاف كرات جوزيبي روسي القوية والسريعة عليه. كما ذكرت من قبل في أحد مقالاتي فعلى أنتونيو كونتي أن ينوع من حلوله التكتيكية وأن يخلع عنه رداء ال 3-5-2 وأنه في حاجة لتجديد عناصره في الخط الخلفي وكذلك في طريقة مواجهة الفرق السريعة في الهجوم وصنع أسلوب لعب مُضاد ناجح أمامها، ظهر ذلك أمام جالاتا سراي واليوم أمام الفيولا وهناك مباراة صعبة للغاية وشاقة على اليوفي أمام ريال مدريد الإسباني وعليه أن يراجع أوراقه كثيرًا قبل هذه المواجهة وأن يبتكر أكثر من أسلوب في هذا الموسم الشاق.. رغم الانكسار في الأرتيميو فرانكي، إلا أن علينا ملاحظة تطور أداء الإسباني فيرناندو يورينتي وتعاونه أكثر مع شريكه في خط الهجوم كارلوس تيفيز، خروجه من المنطقة وفهمه أكثر لطريقة اليوفي وتمريرات رفاقه، خروجه لاستقبالها على الطرف وصناعته لبعض الفرص الجيدة لماركيزيو أو تيفيز، ربما في حالة استمراره في اللعب أساسيًا نراه بصبغة مختلفة في الملاعب الإيطالية.