رجب طيب أردوغان الرئيس التركى الذى أصبح «عقدة» وتميمة حظ أيضاً لكل مرشحى الرئاسة، يشيدون به وبتجربته، يطلقون الشائعات عن دعمه لهم، ويشبهون أنفسهم كخلفاء تجربة، دون أن يكون هناك برنامج واضح لكيفية تحويل مصر إلى تركيا أخرى. فى صدر صفحتها الأولى جاءت المقارنة التى عقدتها جريدة «الدستور» فى عدد السبت الماضى، شبهت الجريدة الفريق أحمد شفيق بأردوغان، وأطلقت عليه «أردوغان مصر» فهو القادر على «تحويل مصر إلى النظام التركى ووضعها على طريق الاستقرار السياسى والاقتصادى والأمنى»، الأمر لم يقف عند حد الفريق شفيق، فقد سبق إليه بعض أنصار أبوالفتوح عندما أطلقوا شائعات على لسان أردوغان «لو كنت مصرياً لانتخبت أبوالفتوح». الإخوان أيضاً لهم باع كبير فى التشبه بالتجربة التركية، ورغم ذلك يقول صلاح عبدالمقصود المتحدث الرسمى باسم حملة «مرسى رئيساً»: «الإخوان إذا وصلوا للحكم سيقدمون تجربة أفضل من التجربة التركية، لأنهم يتحركون من خلال مجتمع محافظ والبيئة فى مصر تختلف عن تركيا». «هوا دا الخبر السعيد / بكره تبقى الدنيا عيد / افرحى يا بلدنا جايلك / أردوغان مصر الجديد»، الأغنية التى انتشرت بسرعة البرق على عدد من المواقع الإخوانية عقب إعلان الجماعة ترشيح خيرت الشاطر رئيساً، انتقلت للدعاية إلى محمد مرسى المرشح الثانى للجماعة، تأتى الأغنية التى تروج للنموذج التركى، مناقضة لمقال سبق أن كتبه د. محمد مرسى قبل خمس سنوات يهاجم فيه حزب العدالة والتنمية التركى لأنه حزب «يعلن موافقته ورضاه على علمانية الدولة بالمفهوم الغربى المعروف، ويختلف عن هدفنا الأساسى الكبير، وهو أن يكون للمسلمين دولةٌ مسلمةٌ» بحسب نص المقال. مجرد مجاز سياسى.. يرى د. نبيل عبدالفتاح مدير مركز الأهرام للدارسات السياسية، التشبه بأردوغان، أنه محاولة استلهام التجربة التركية التنموية، لكن الشعارات التى رفعها المرشحان فى الجولة الثانية، بعيدة كل البعد عن النموذج التركى، ولا يجوز القياس عليه فى مصر، لأن أردوغان جاء بناء على تجربة سياسية ثرية وعميقة من قلب الحياة السياسية والدولة التركية، حيث عمل محافظ بلدية إسطنبول وحقق نجاحات كبرى، ويعتمد أردوغان على رؤية للإسلام حديثة ومعاصرة، لكن برنامج النهضة الذى طرحه الشاطر وتبناه مرسى من بعده محافظ دينياً ويتسم بالعمومية والتناقضات وشعاراته مستمدة من خطب الرئيس الماليزى الأسبق مهاتير محمد.