فى الوقت الذى تدرس فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وحلفائهما توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد ردًّا على استخدام أسلحة كيماوية فى مدينة الغوطة، استبقت إسرائيل المشهد، وأعلنت استعدادها لخوض حرب مع سوريا. رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أعلن أنه إذا ما تعرضت إسرائيل لأى هجوم من سوريا فإنها سترد وبقوة على أى اعتداء، موضحا أنه لا مفر من الحرب مع نظام الأسد. وأضاف نتانياهو خلال جلسة عُقِدَت مساء أمس ضمت وزير الدفاع موشية يعالون، ورئيس الأركان بنى جانتس وقيادات أمنية أخرى، أن تل أبيب لن تكون عاجزة أبداً أمام أى هجوم من قِبَل بشار الأسد على إسرائيل، وتناول الاجتماع، استعدادات الجيش الإسرائيلى لأى تطور فى حال توجيه ضربة أمريكية لسوريا. على جانبٍ آخر، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن رئيس الهيئة الأمنية لرئيس الوزراء الإسرائيلى ومستشاره للأمن القومى يعقوب عميدور التقيا مساء الأمس فى البيت الأبيض مع سوزان رايس مستشارة الرئيس الأمريكى بارك أوباما للأمن القومى، لبحث الضربة الأمريكية المنتظرة لسوريا. وأضافت الصحيفة أن الجانبان سيناقشان التداعيات السلبية على إسرائيل فى حال إذا ما شنت سوريا هجوما ضد تل أبيب. وعلى الصعيد العسكرى، قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن إسرائيل نشرت بطاريات صواريخ الدفاع الجوى "الباتريوت" شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع سوريا مضافة إلى منظومة القبة الحديدية المنصوبة فى المنطقة ذاتها. وأضافت الصحيفة أن لجنة تأهب الجبهة الداخلية فى الكنيست الإسرائيلى ستعقد، اليوم الأربعاء، جلسة خاصة لمناقشة مدى الاستعدادات لاحتمال مهاجمة سوريا لإسرائيل، فى حال توجيه ضربة عسكرية لها من قِبَل أمريكا، مشيرة إلى أن آلاف الإسرائيليين يصطفون فى طوابير لشراء أقنعة الوقاية من الغازات السامة، كما يطلبونها بالتليفون جراء مخاوف من أن أى رد عسكرى من جانب الغرب على سوريا، قد يورّط بلادهم فى الحرب. من جانبه، قال موقع ديبكا، المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، إن الدول المحيطة بسوريا بما فيها إسرائيل، بدأت استعداداتها العسكرية، تحسّبًا لوقوع هجمة أمريكية ضد دمشق، وأضاف أن إسرائيل تتعاطى بجدية مع هذا السيناريو، خاصة أن هناك تباينًا فى تقديرات الجهات الأمنية الإسرائيلية حول رد النظام السورى وإمكانية ضرب إسرائيل. كما أعلن الجيش الإسرائيلى فى ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء فتح جميع الملاجئ بالمدن والمستوطنات الواقعة بشمال إسرائيل، وذلك خشية الهجوم على سكان هذه المدن كرد فعل سورى على الهجوم عليها من قِبَل عدة دول فى مقدمتها أمريكا وبريطانيا. وذكرت صحيفة "معاريف" أن الجيش أعلن حالة التأهب القصوى فى هذه المدن، وكذلك الإعلان عن مناطق محمية من الصواريخ التى قد يطلقها الجيش السورى على إسرائيل. وأضافت الصحيفة أنه سيتم تعطيل العمل بالمدارس والمنشآت الحكومية عند المستوطنات القريبة من هضبة الجولان. وأوضحت الصحيفة أن درجة الاستعدادات التى أعلن عنها الجيش الإسرائيلى، هى الأقوى منذ حرب لبنان الثانية فى عام 2006.
