سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اخبار انتخابات الرئاسة : الفايننشيال تايمز : الانتخابات الرئاسية تشكل تحديا للإخوان.. الجماعة تعمل بجد لرؤية المستقبل.. إذا خسر محمد مرسى السباق فيضطر الحرية والعدالة للتعامل مع رئيس من المحتمل أن يأتى ببرنامج عدائى
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز إن الانتخابات الرئاسية تشكل تحديا لجماعة الإخوان المسلمين الذى تواجه انتقادات متزايدة فى الداخل ومراقبة من الخارج. وقد حشدت جماعة الإخوان، التيار السياسى الأقوى فى البلاد، آلتها الانتخابية فى الأسابيع الأخيرة لتسويق مرشحها محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة. وسط انتقادات الداخل بالتراجع عن وعودها السابقة والاستطلاعات الغربية التى تراقب عن كثب اتجاه ما بعد الثورة. وترى الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية تظهر ما إذا كان الإخوان لديهم القدرة على توسيع نطاق جاذبيتهم إلى ما هو أبعد. فقد خاضت صراعا لإقناع الناخبين ومراقبيها الأجانب أن لديهم الفكر والقدرة على السير بالبلاد والخروج باقتصادها من الركود، فى اتجاه أكثر استقرارا. وفيما لفتت إلى وصف المتداول على مواقع التواصل الاجتماعى لمرسى "الأستبن"، بعد أن تم ترشيحه بدلا للمستبعد خيرت الشاطر، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أحد المؤتمرات الانتخابية لمرشح الإخوان، حيث قام منظمو المؤتمر بإطلاق الألعاب النارية وتدوير الأغانى الوطنية ومكبرات الصوت فى محاولة لإثارة انتباه الجماهير، لكن الشىء الوحيد الذى ظهر دون شرار أو تأثير كان محمد مرسى الذى ظهر بشكل صارم على المنصة وألقى خطابا رتيبا. وتقول الصحيفة إنه مما لاشك فيه، إن الإخوان يعملون بجد على رؤية لمستقبل مصر. فعلى الرغم من أن حملته يملأها المرجعيات الدينية ويسوق المرشح نفسه باعتباره الإسلامى الحقيقى فى السباق، فإن حملته تروج له باعتباره ناقل مشروع النهضة. وتضيف أنه فيما يقول مسئولو حزب الحرية والعدالة إنهم يحاولون استخدام المبادئ الدينية لحل مشكلات القرن ال 21، فإن القليل من محتوى برنامجه الانتخابى يضم ما هو إسلامى. وقد التقى مسئولو الحزب بالشركات متعددة الجنسيات وأرسلوا وفودا إلى عشرات الدول حتى أن فرنسا عرضت مساعدة حكومة برئاسة الحرية والعدالة بالإصلاح القضائى، كما عرضت المملكة المتحدة مساعدتهم من خلال تقديم المشورة الخاصة بإعادة هيكلة قوات الأمن. وإذا فشل مرسى فى الفوز بمنصب رئيس الجمهورية فإن حزب الجماعة سيضطر للتعامل مع رئيس، تحتمل الصحيفة، أن يكون حاملا لبرنامج عدائى، كما سيكون هناك سعى عسكرى للحد من نفوذ الجماعة. وفى حين أن فوز مرسى، تتابع الصحيفة، من شأنه أن يجعل هناك وئام بين الرئيس والبرلمان، فإنه يشكل مجموعة من المشكلات التى يوجد الكثير من المصريين، وعلى رأسهم رجال الأعمال، تجنبها. ويقول أحد رجال الأعمال: "الإخوان المسلمون لديهم الإرادة السياسية لتنفيذ تغييرات تؤثر على نسيج المجتمع وقد تدفع الكثير من الليبراليين إلى خارج البلاد". وتقلق أجندتهم الاجتماعية الليبراليين بشأن حقوق المرأى ومحاولات التضييق على الثقافة والتعبير الفنى. ويرتبط الإخوان بعلاقة ليست مستقرة مع القوى السياسية الأخرى. فالنشطاء الشباب الذين أشعلوا الثورة ضد مبارك يشعرون بخيانة الجماعة، لأنها لا تنزل الميدان سوى حينما تشعر بتهديد مصالحها السياسية الخاصة. هذا بالإضافة إلى تراجعها عن وعودها، علاوة على الخلاف الذى نشب بسبب محاولتها السيطرة على الجمعية التأسيسية للدستور. كما يشعر المعارضون بالقلق إزاء سيطرة، أشخاص عملوا فى السر طيلة عقود، على السلطة. هذا غير أن خصوم مرسى يتهمونه بأن حكومته ستتورط فى محابات أعضاء الجماعة. وتختم الصحيفة مشيرة أنه بغض النظر عن نتائج الإنتخابات الرئاسية، فإنه الحزب السياسى لجماعة الإخوان ملزم بأن يثبت أمام المتشككين أنه ملتزم بالانتقال من عهد مبارك إلى مصر ديمقراطية جديدة.