عقدت اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية اجتماعها الدوري العاشر في مقر مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة الثلاثاء 20 نوفمبر. جاء ذلك تنفيذًا للاتفاقية الموقعة بين فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر ورئيس أساقفة كانتربري في 30 يناير 2002 بقصر لامبث لندن، المملكة المتحدة وهو لقاء دوري سنوي يهدف الى التفاهم والتعايش والتعاون لإعلاء القيم العليا المشتركة بين اهل الاديان. رحب فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب بأعضاء لجنة الحوار في هذا الاجتماع الاول للجنة الحوار بعد ثورة يناير 2011 بمصر وذلك لظروف البلاد التي لم تمكن فضيلة الإمام أن يسافر إلى لندن لإجراء الحوار 2011. وأكد الإمام على أن الاختلاف والتنوع بين البشر في السنتهم والوانهم وعقائدهم هو ارادة الهية يؤكد عليها القران الكريم الذي يدعو الى التعارف بين البشر لاقرار السلام العادل وتعمير الأرض. افتتح الاجتماع الرئيسان المشاركان الدكتور حمدي زقزوق والمطران الدكتور منير حنا انيس بأيات من القران والانجيل. وأشادت لجنة الحوار بوثيقة الازهر حول مستقبل مصر والتي يتضمن حقوق ومسئوليات المواطنة ، تشمل مسئوليات المواطنة ان كل مواطن يشارك في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه ويعمل من اجل تحقيق العدل والرخاء للجميع قدم وفد الكنيسة الاسقفية العزاء للامام الاكبر والازهر في ضحايا حادث القطار باسيوط واشادت بمبادرة الامام الاكبر بانشاء بيت العائلة المصرية وما تقوم به من توطيد للوحدة الوطنية وايضا اشادت اللجنة بمبادرة رئيس اساقفة كانتربري لانشاء المنتدي المسيحي الاسلامي بالمملكة المتحدة وقدم جانب الكنيسة الاسقفية "الانجليكانية" ورقة بحثية حول مفهوم المواطنة في المسيحية والتي فيها تحدث عن مسئوليات المواطن في التعليم المسيحي وحقوق المواطنة في الكتاب المقدس ومسئوليات المواطن المسيحي في العالم الاسلامي اليوم ومسئوليات الدولة لضمان حقوق المواطنة والسياق العام للحوار في مصر ولكنه تطرق للخبرات الايجابية في اماكن مختلفة من العالم مثل باكستان وماليزيا والمملكة المتحدة وقوبلت الورقة بالشكر وطرح الأزهر ورقة عمل حول مفهوم المواطنة في الاسلام ، ودور الازهر في البناء المتكافيء للمجتمع ، تحدث الدكتور محمود عزب عن المواطنة في الاسلام وكيف ان وثيقة الازهر بمبادئها الثلاثة الهامة هي تاسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة ، اعتماد النظام الديموقراطي ، الالتزام بمنظومة الحريات الاساسية في الفكر والرأي ومنظومة الحريات الاربع وهي حرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير وحرية البحث العلمي وحرية الابداع الادبي والفني. قدم الدكتور محمد شامه موقف الاسلام من العلمانية وشرح ثلاثة مصطلحات هامة وهي "العلمانية" و"المطلق والنسبي" و"المواطنة" وقوبلت الورقتان بالشكر. وتمت مناقشة الورقتين باستفاضة وتعرضت المناقشة للفجوة بين المستوى الذي تقره الاديان للمواطنة والممارسة على ارض الواقع كما نوقشت ضرورة تعديل بعض بنود اتفاقية الحوار التي كانت قد ابرمت منذ عشر سنوات بين الطرفين تمشيا مع ما حدث من تطورات على الساحة المصرية والعالمية. وهذا يتطلب الحاجة ان يجرى تعديل لهذه الاتفاقية ، فوضت اللجنة المطران منير حنا من الكنيسة والدكتور محمود عزب من الازهر الشريف في البحث في اوجه التعديل المطلوبة وننتهي من وضع تصور مقترح للتعديلات وتطرح في اجتماع العام القادم . وتم التأكيد على أن الحوار لايمس العقائد وانما يسلم كل طرف للاخر بعقيدته "لكم دينكم ولي دين" والمناقشة بالحكمة والموعظة الحسنة لاعلاء قيم الحق والعدل والعلم والتقدم والسلام العادل وترسيخ مباديء المواطنة والعمل على رفعة شأن الوطن وتحقيق الازدهار والتقدم للشعوب.