ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القوات الإسرائيلية تخوض هذه المرة قتالا ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في صورة جديدة. وأضافت الصحيفة أن هذا الأسلوب الجديد يأتي في ظل دعم مراكز القوة الإقليمية للحركة، والتي تظهر في هذا الصراع قوتها مقارنة بالسلطة الفلسطينية الضعيفة والمثقلة بالأزمات. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني الجمعة 16 نوفمبر، إنه بعد أشهر من حجب حماس لنيرانها في أغلب الأوقات، وسعيها جاهدة لمنع فصائل متشددة أخرى من إطلاق الصواريخ عبر الحدود، قامت بالرد بقوة على مقتل أحمد الجعبرى كبير قادتها العسكريين الأربعاء الماضي. وأضافت أن "حماس" أطلقت 300 صاروخ داخل إسرائيل على مدار 24 ساعة مع اختراق العديد منها قلب المركز السكاني الإسرائيلي حول تل أبيب ؛ مما أدى لمقتل ثلاثة مدنيين في مبنى سكنى يقع على بعد حوالي 15 ميلا شمال غزة وأصيب ثلاثة جنود بجروح في ضربة منفصلة. وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي نفى إصابة أحد صواريخ حماس لطائرة إسرائيلية برغم أن لقطة تلفزيونية بثها تلفزيون حماس وموقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" أكدت الحادث، قائلة إنه بغض النظر عن وقوع الحادث أولا فإن رد فعل حماس يعد رمزيا ويعبر عن المعركة غير المتوازنة بين هذا القطاع الفقير كثيف السكان والخاضع لقيود الحصار وجارته القوية عسكريا في الشمال، وبالمثل فإن عمليات إطلاق النار الانتقامية المتوالية عن طريق قصف الطائرات "إف-16" لجميع أنحاء المدينة من قبل القوات الإسرائيلية، يعبر أيضا عن عدم التوازن في القوى. وأضافت الصحيفة أنه عقب أربعة أعوام من عملية الرصاص المصبوب الإسرائيلية التي قتلت حوالي 1400 مواطن من غزة في الأسابيع الثلاثة من الاعتداءات الجوية والبرية في رد على إطلاق الصواريخ المتكرر، فإن هذا النزاع الجديد له شعور مختلف بلا جدال وليس فقط لأن إسرائيل قالت إنها تحاول حصر هجماتها لتعتمد في الأساس على ضربات دقيقة ومحددة. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لحماس لم يكن الهدف بالضرورة تحقيق انتصار عسكري بل نصر دبلوماسي في الوقت الذي تختبر فيه علاقاتها بالعالم العربي وما وراءه.