قال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا تواضروس الثاني، أن دور الكنيسة هو دور روحي من الأساس ولكن الكنيسة موجودة على أرض المجتمع بكل واقعه. وأضاف أنه لا بد وأن يكون للكنيسة دوراً فعالا في المجتمع وحضوراً حقيقياً، وأن الكنيسة مؤسسة روحية أولاً واجتماعية ثانياً. وأشار البابا إلى أنه خلال ال 50 سنة الماضية كان هناك تهميش "متعمد" لدور الأقباط في مصر، قائلا: "وبعد ثورة 25 يناير حدث نوع من الانفتاح وكسر حاجز الخوف والآن الكل يستطيع أن يعبر عن رأيه بكل حرية". وشدد على أن الكنيسة ترفض التعبير العنيف والجارح للأخر أو التعبير المسيء لأي إنسان، مؤكدا على أهمية التعبير الهادئ من خلال القنوات الشرعية والرسمية في الدولة مثل الأحزاب، وقال إن الكنيسة تدعم المطالب السلمية بكل قوة وأنها مهما أختلفت الأنظمة وأشكال الحكم فهي – الكنيسة- دائما " المحبة لكل إنسان .. والسلام لكل الناس". وقال البابا:" أنصح كل إنسان سواء كان مسيحيا أو مسلما بالمشاركة الوطنية الفعالة ونحن نعتز بعلم مصر ليس كمجرد رمز ولكن لأنه يمثل كل المصريين جميعا .. فاللون الأبيض بالعلم يمثل كل السكان الواقعين على شواطئ البحر الأبيض المتوسط .. واللون الأحمر يمثل كل السكان على شواطئ البحر الأحمر واللون الأسود يمثل جميع السكان على نهر النيل بطميه الأسمر .. أما ساكني الصحراء فيمثلهم النسر الأصفر .. لذلك فكل المصريين لهم مكان في العلم المصري". وعن المجلس المللي قال البابا أنه لابد من إعادة النظر في تسميته بال " مللي " فالكلمة ذاتها غير مقبولة مثلها مثل كلمة "الطائفة " والاسم يحتاج أن يتغير، وهذا شأن قانوني، وأوضح أن المجلس كان له وظيفتين أساسيتين، وظيفة تخص المحاكم الشرعية، ووظيفة تختص بالأوقاف، وكلا الوظيفتين لم يعد لهما وجود الآن فالمحاكم صارت محاكم مدنية والأوقاف أصبحت لها هيئة خاصة.
وتابع أن دور المجلس في المرحلة المقبلة هو المشورة والاستشارة والدراسة لبعض الموضوعات وأن أعضاء المجلس المللي يحملون خبرات أكثر من رائعة في شتى المجالات. وعلى صعيد متصل قال البابا أن العلاقات داخل الوطن تظللها المواطنة فقط، وكل الأمور الدينية يجب أن تنحصر في المجال الديني للإنسان، مضيفا: " عندما يخاطب الآخر بصورة غير عادلة فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق وهو بالقطع مخالف". وعن الدستور الجديد أعرب عن أمله في أن يعبر عن كل المصريين، فالدستور هو أبو القوانين وأنه ليس مكان للدين ولكن مكان للمواطنة فالكل يجب أن يتفقوا على المعايشة وليس الجزء فقط، وإذا خاطب الدستور جزء معين فهو دستور"معيب" والمسودة الأولى قابلة للتعديل ولم يتم شيء بصفة نهائية ولابد أن يأخذ الدستور بالبلاد إلى الأمام وليس الردة للخلف". جاء ذلك خلال لقاء للبابا مع قناة الجزيرة مباشر مصر.