وزير الخارجية محمد كامل عمرو وردة الحسيني نقل وزير الخارجية محمد كامل عمرو صباح الاثنين 5 نوفمبر، رسالة تحية وتقدير من الرئيس محمد مرسي للمشاركين بملتقي مبعوثي إفريقيا للسلام على مستوى العالم والذي يستمر لمدة يومين. وقال عمرو إن الرئيس مرسي قد منعته ارتباطات مُسبقة من المشاركة بنفسه اليوم، وذلك لكل ما تبذلونه من جهد سامٍ لمنع وتسوية النزاعات الأفريقية وتحقيق السلام والديمقراطية في أنحاء القارة. جاء ذلك في الكلمة التي وجهها وزير الخارجية أمام ملتقي المبعوثين الشخصيين للسكرتير العام للأمم المتحدة. والذي حضره د- نبيل العربي الأمين العام لجامعه الدول العربية ود- دلاميني زوما رئيس مفوضيه الاتحاد الإفريقي وممثل السكرتير عام الأممالمتحدة ورئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي ومبعوثي السلام إلي إفريقيا. وأضاف قائلا: لقد بادرت مصر قبل عامين بطرح فكرة انعقاد المُلتقى، وتحرص منذ انعقاد الملتقى الأول بالقاهرة على استضافة الملتقى بشكل دوري سنوي، سعياً لتعزيز التضامن الدولي مع أفريقيا، ولخلق محاور جديدة للتعاون بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والشركاء الدوليين لتحسين القدرة الجماعية على منع وتسوية المنازعات وتحقيق الأمن والتنمية في القارة. وجاءت استجابة مفوضية الاتحاد الأفريقي للفكرة وتبنيها لدورية انعقاد الملتقى في القاهرة لتُشكل خطوة هامة على صعيد تعزيز تكامل الخبرات في مجالات صون السلم والأمن في أفريقيا. وقال: إن الملتقي يأتي هذا العام متواكباً مع تحديات وتطورات جديدة للسلم والأمن في أفريقيا، بدءً من منطقة الساحل والصحراء ومالي، مروراً بمنطقة البحيرات العظمى، ووصولاً للسودان وجنوب السودان والقرن الأفريقي، إضافة لمخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة. مضيفًا أنه رغم هذه التحديات، فإن انعقاد الملتقى يتواكب في الوقت نفسه وذكرى مرور عشر سنوات على قيام الاتحاد الأفريقي، مما يوفر فرصة مناسبة لتقييم ما تحقق من انجازات بمجالات السلم والأمن والتنمية في أفريقيا خلال العقد الماضي، وليطرح تصورات حول كيفية تجنب وتسوية النزاعات الأفريقية خلال الحقبة القادمة ودور الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في هذا الخصوص بالتعاون مع الشركاء الدوليين، والتصدي للتحديات الأمنية والسياسية والإنسانية والتنموية المرتبطة بها، فضلاً عن إيجاد حلول أكثر فاعلية لما هو قائم من نزاعات ومعالجة أسبابها. ومما لا شك فيه، فإن التحديات والمشكلات التي تواجه قارتنا سواء لتحقيق السلم والأمن والتنمية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وتعزيز بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاع مازالت بحاجة لتضافر الجهود للتوصل إلى حلول أفريقية يساندها المجتمع الدولي. ومن جانبها ، تُساند مصر جهود الاتحاد الأفريقي لتفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية بكامل مكوناتها، وتعمل على تأكيد ذلك من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الأفريقي وفى إطار اتصالاتها مع الأممالمتحدة وكافة الشركاء الدوليين. كما تساند مصر مبادرة الاتحاد الأفريقي لتعزيز التضامن مع دول القارة الخارجة من النزاعات دعماً لجهود إعادة الإعمار والتنمية بتلك الدول، وذلك وفقاً للإستراتيجيات الوطنية للدول المعنية تأسيساً على مبدأ الملكية الوطنية National Ownership. وتأكيداً لاستعدادنا الدائم للقيام بدور رئيسي في المساهمة بتحمل مسئولية الأمن والاستقرار في أفريقيا من خلال الآليات المُتاحة والجديدة، فإن مصر تستضيف مقر قيادة لواء شمال أفريقيا التابع للقوة الأفريقية الجاهزة. كما بادرت باقتراح إنشاء مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع، الذى أقرت قمة أديس أبابا في يناير 2011 إنشاءه. ونتطلع في هذا الصدد للمضي قدماً في تحويل هذه المبادرة إلى واقع ملموس على الأرض واستضافة مركز إعادة الإعمار والتنمية في القاهرة. وتابع: لا يفوتني في هذا السياق أن أؤكد على أهمية إجراء تقييم لمستوى التقدم المحرز لتفعيل عناصر البنية الأفريقية للسلم والأمن، والتي ينبغي أن تكون عبر آليات الوساطة والإنذار المُبكر وحفظ وبناء السلام، والعمل على تكاملها مع الأممالمتحدة، وأن أؤكد كذلك على ضرورة مواصلة بناء قدرات المفوضية الأفريقية كمطلب لا غنى عنه لتعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا وحتى تتمكن قارتنا من الاضطلاع بدورها في إدارة وتسوية النزاعات. وأوضح أن بنية السلم والأمن الأفريقية تُشكل ركيزة أساسية من ركائز التعاون القاري، ومنطلقاً لتعزيز الملكية الوطنية لجميع دول القارة فيما يتعلق بجهود صنع وإحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار، مما يتطلب إعطاءها أولوية ومساندة هياكلها عبر تمويل ثابت ومستديم، دعماً لدور أفريقي أكثر تأثيراً وحيوية في معالجة نزاعات القارة، وحتى يتمكن الاتحاد الأفريقي من تنفيذ عمليات حفظ سلام أفريقية مُستقلة بتفويض من الأممالمتحدة. وفى إطار ما تقدم، تشارك مصر كأحد أكبر المساهمين بقوات من أفريقيا في بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام، وتقوم بإعطاء أولوية لنشر عناصرها المُشاركة بهذه البعثات من الجيش والشرطة في مناطق النزاعات الأفريقية، وذلك وفقاً لرؤية تنبع من الالتزام بتحقيق استقرار القارة ونقل الخبرات إلى الدول الأفريقية الشقيقة. وإضافة إلى ما سبق، يعتبر مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا أحد مراكز التميز الرئيسية لبناء القدرات على مستوى القارة. كما يلعب الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا دوراً رئيسياً في دعم جهود التنمية بعدد من الدول الأفريقية الشقيقة. وقال: أود في النهاية أن أؤكد أن مصر سوف تواصل دورها التاريخي وجهودها الرامية إلى تعزيز أوجه التعاون لتجنب وتسوية النزاعات خاصة في أفريقيا، وأتطلع إلى أن يخرج مُلتقى هذا العام بنتائج ملموسة في ذلك الشأن.