قال المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والمختص بشؤون الشرق الأوسط، ألون ليئيل، في مكالمة خاصة مع ممثلين للصحافة الأجنبية، إن الصراع في سوريا تعدّى حدود الدولة، وهو الآن صراع على مستقبل الربيع العربي والشرق الأوسط. وأقرّ المتحدث الإسرائيلي، والذي شارك في اتصالات غير رسمية جرت بين الجانب السوري والإسرائيلي في السابق، بأن بشار الأسد" منذ يناير عام 2004، حاول الاتصال بإسرائيل دون انقطاع، عبر قنوات سرية وجليّة. وأضاف ليئيل إن ما نُشر في صحف الإسرائيلية - يديعوت أحرونوت- حول مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، الإسرائيلي والسوري صحيحٌ، مؤكدا أن المتحدث الدبلوماسي الأميركي "فريد هوف" قابل "الأسد" ونقل رسائل عديدة إلى إسرائيل، تداولت مسائل تتعلق بالحدود وتطبيع العلاقات، والمياه وغيرها. وحول الوضع الراهن في سوريا، قال المحلل السياسي إن الصراع في سوريا ليس صراعا داخليا فحسب بل هو خاضع لعوامل خارجية، مضيفا: "لا توجد اليوم في سوريا جهة تستطيع قيادة البلد في العقد المقبل، لا الأسد ولا الثوار"، موضحا أنها حرب بين جهات خارج سوريا، تشارك فيها إيران وروسيا من جهة، وتركيا والسعودية ومصر من جهة أخرى. وأوضح المتحدث: "أرجّح أن الفائز في هذا الصراع سيكون تحالف تركيا- مصر- السعودية، وأن إيران وروسيا هما الخاسران"، مضيفا:"بصراحة، أتمنى أن يفوز هذا التحالف.. الفكرة أن تقود إيران سوريا هي مصيبة للشرق الأوسط". وأسهب: "ميزان القوة سيرجح لصالح الثوار لأن الدعم الإيراني والروسي للأسد في هبوط ولن يستمر على نفس الوتيرة، بينما تزداد الإمدادات التي تصل الثوار.. وأسمع أن المزيد من الدول تنضم إلى مجهود دعمهم". وأشار ليئيل إلى التقرّب بين مصر برئاسة محمد مرسي وتركيا برئاسة أردوغان، وتحدث عن التقارير الصحفية التي أفادت بأن تركيا نقلت 2 بيليون دولار لمصر الجديدة، وأن الجانبين يقيمان تدريبات عسكرية مشتركة. وقال: "لاحظوا أن زيارة مرسي كانت لاجتماع حزب أردوغان، أكثر مما هي زيارة لتركيا .. واستنتج أن مرسي يحذو حذو أردوغان، ويرى ببلده نموذجا لديمقراطية إسلامية معاصرة"، مضيفا:"هذا التحالف، التركي- المصري، سيدفع سوريا نحو نموذج حكم يشابه بلادهم في المستقبل"، قال الدبلوماسي في السابق، وأضاف أن إيران تشعر بالخطر في وجه هذا التحالف، ولا سيما أنهما يناديان برحيل الأسد". ولخص المتحدث أن الحرب في سوريا هي حرب إيديولوجية بين معسكرين متمثلين بمصر، وتركيا، والسعودية من جهة، وبإيران، وروسيا، والعراق، وحزب الله من جهة أخرى. وأضاف أن الصراع ليس محصورا بخلاف بين السنة والشيعة، بل له صلة بالديمقراطية وأسلوب الحكم في الشرق الأوسط. واقترح المحلل أن إسرائيل خارج هذا الصراع قائلا : "إسرائيل لا تستطيع أن تتدخل في هذه التحالفات. إنها حرب أيديولوجية بين المسلمين، لا دخل لنا بها. ومواقفنا لا تعني لهم". وحول هاجس الأسلحة الكيماوية في سوريا قال ليئيل: "على الغرب أن يغيّر اتجاه قلقه .. لقد سمعت تصريحات تطالب الأسد بأن يسيطر على هذه الأسلحة، لكنني أرى أن الأسد هو الخطر وليس الثوار.. إنه يصارع على حياته وقد يلجأ إلى الأسوأ"، وأضاف "ماذا يحدث في لبنان اليوم "اغتيال اللواء وسام الحسن" يدل أن الأسد هو الخطر الحقيقي". وحين سُئل المتحدث عن مصير هضبة الجولان قال: "بصراحة، الحرب في سوريا تعمل لصالح إسرائيل فيما يتعلق بالجولان، لا أحد يطالب بالجولان اليوم، واستبعد أن يطالب أحد بالجولان في المستقبل القريب.. الأولويات تغيّرت، وسوريا تصارع اليوم من أجل الاستقرار أولا".