توفى اليوم السبت 27 ديسمبر 2026، المخرج داوود عبد السيد عن عمر يناهز 79 عاما تاركا إرثًا سينمائيًا يظل محفورًا في وجدان المشاهد العربي. ويُعد داوود عبد السيد أحد أبرز رموز القوة الناعمة، حيث تابع وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو حالته الصحية بشكل مستمر، سعيًا لتسهيل علاجه وتذليل أي عقبات أمامه، تقديرًا لمكانته الفنية ودوره الكبير في إثراء السينما. محطات بارزة من حياة داوود عبد السيد ولد داوود عبد السيد في مصر، واهتم منذ صغره بالفن السينمائي، ما دفعه للتخصص في الإخراج السينمائي، حيث طور مهاراته في الكتابة والإخراج لتصبح بصمته واضحة في الساحة الفنية. وبدأ داوود عبد السيد مسيرته بأفلام قصيرة وتجريبية، عكس من خلالها الواقع الاجتماعي المصري بأسلوب فني راقٍ وواقعي، ما جذب الانتباه إلى موهبته الفريدة. كما قدم داوود عبد السيد سلسلة من الأفلام الخالدة التي شكلت علامات فارقة في السينما، منها: الصعاليك، البحث عن سيد مرزوق، الكيت كات، أرض الأحلام، أرض الخوف، مواطن ومخبر وحرامي، رسائل البحر، قدرات غير عادية، سارق الفرح، هذه الأعمال عكست رؤيته السينمائية التي تمزج بين الواقعية والنقد الاجتماعي. وتميز الراحل داوود عبد السيد بأسلوب واقعي يجمع بين التفاصيل الدقيقة للشخصيات والبيئة المحيطة بها، مع تناول القضايا الاجتماعية بأسلوب فني راقٍ، ما جعله أحد أعمدة السينما المصرية الحديثة. ونال داوود عبد السيد تقديرًا واسعًا داخل مصر وخارجها، واعتُبر رمزًا للقوة الناعمة، حيث مثل السينما المصرية في عدة مهرجانات عربية ودولية، وعزز حضورها على المستوى العالمي. ومن أبرز أعمال داوود عبد السيد الخالدة، فيلم "الكيت كات" إحدى أيقونات السينما المصرية، و"أرض الخوف"، و"مواطن ومخبر وحرامي" و"رسائل البحر"، وكانت آخر أعماله فيلم "قدرات غير عادية" الذي صدر عام 2015 وجمع فيه بين التأليف والإخراج. وامتازت أعمال داوود عبد السيد بشخصياتها الواقعية والأحياء الشعبية والشوارع المألوفة، ما يضفي شعورًا بالحميمية مع المشاهد، فضلًا عن طرح أسئلة وجودية وأخلاقية ومناقش مواضيع مثل الظلم الاجتماعي والبيروقراطية وبأسلوب سلس ربط المشاهد بأعماله وخلدها في ذاكرة السينما العربية. وفي عام 2013، اختيرت ثلاثة من أفلام داوود عبد السيد، وهي "الكيت كات" 1991، و"أرض الخوف" 1999، و"رسائل البحر" 2010 ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي. وفي السنوات الأخيرة، عانى داوود عبد السيد من مشاكل صحية في الكلى، وظل يتلقى الدعم والمتابعة من وزارة الثقافة حتى وفاته، مخلفًا إرثًا سينمائيًا خالدًا يخلّد اسمه في ذاكرة الفن.