مع دقات السابعة والنصف مساءً الغد يدخل منتخب كوت ديفوار بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 وهو يحمل على عاتقه عبء الدفاع عن اللقب، بعدما تُوج بالنسخة الماضية التى استضافها على أرضه فى سيناريو تاريخى لا يُنسى، جعله يعود لمنصات التتويج القارية بعد غياب طويل إلا أن النسخة الحالية تفرض واقعًا مختلفًا تمامًا، فى ظل وقوع «الأفيال» ضمن مجموعة تُعد من الأقوى فى البطولة، إلى جانب منتخبات الكاميرون والجابون وموزمبيق. ويستهل المنتخب الإيفوارى مشواره بمواجهة منتخب موزمبيق، فى مباراة لا تقبل التهاون، خاصة أن الجهاز الفنى يضع فى حساباته ضرورة حسم الأمور مبكرًا فى دور المجموعات، وتجنب الدخول فى حسابات معقدة كما حدث فى النسخة السابقة، حين تأهل الفريق بصعوبة كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث قبل أن يشق طريقه نحو اللقب. وتجربة كوت ديفوار فى بطولة 2023 لا تزال حاضرة بقوة، بعدما بدأ الفريق البطولة بفوز مريح على غينيا بيساو، ثم تعرض لهزيمتين متتاليتين أمام نيجيرياوغينيا الاستوائية، ليبدو قريبًا من الخروج المبكر، قبل أن تنقذه الحسابات ويتحول بعدها إلى فريق لا يُقهر. اختبار حقيقى ويخوض المنتخب الإيفوارى البطولة دون أحد أبرز أسلحته الهجومية، سيباستيان هالر، صاحب هدف التتويج فى النهائى الماضى، بعد تعرضه لإصابة مع ناديه أوتريخت الهولندى، ليتم استبعاده من القائمة واستدعاء إيفان جيساند بدلًا منه ويمثل غياب هالر تحديًا حقيقيًا للجهاز الفنى، الذى يعول على تنوع الحلول الهجومية وتوزيع الأدوار داخل الفريق، فى ظل امتلاك كوت ديفوار مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة الدولية، القادرين على تعويض الغيابات والتعامل مع ضغط المباريات الكبرى.. ويدرك حامل اللقب أن الحفاظ على اللقب الإفريقى يمر أولًا عبر عبور دور المجموعات بأريحية، وهو ما يسعى إليه المنتخب الإيفوارى، الذى يدخل البطولة بطموحات كبيرة، لكن بواقعية أكبر، فى محاولة للجمع بين خبرة الماضى وطموح الحاضر. «الأسود».. والرياح وفى مباراة أخرى بصافرة مصرية يستهل اليوم المنتخب الكاميرونى فى العاشرة مساءً مشواره فى بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب بمواجهة قوية أمام منتخب الجابون الملقب بالرياح، على ملعب أدرار بمدينة أغادير، ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة السادسة، التى تضم أيضًا منتخبى كوت ديفوار حامل اللقب وموزمبيق. واللقاء يمثل محطة مهمة لأسود الكاميرون من أجل حصد أول ثلاث نقاط وتخفيف الضغوط التى تلاحق المنتخب قبل انطلاق البطولة، فى مجموعة تُعد من الأقوى والأكثر تعقيدًا فى النسخة الحالية. وأسند الاتحاد الإفريقى لكرة القدم إدارة المباراة إلى الحكم المصرى أمين عمر، ويعاونه محمود أبو الرجال مساعدًا أول، والجزائرى عادل البنا مساعدًا ثانيًا، والكونغولى جان جاك ندالا حكمًا رابعًا، فيما يتولى الجزائرى مصطفى غربال مسئولية تقنية الفيديو بمعاونة هيثم قيراط. أجواء متوترة يدخل المنتخب الكاميرونى البطولة فى ظل أجواء مشحونة وأزمات إدارية وفنية، بعدما طالت الانتقادات قائمة الفريق المشاركة فى البطولة، خاصة مع التقارير التى تحدثت عن تدخل مباشر من صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميرونى لكرة القدم، فى القرارات الفنية عقب إقالة المدرب البلجيكى مارك بريس.. وأشارت تلك التقارير إلى استبعاد عدد من الأسماء البارزة، على رأسها فينسنت أبو بكر، فى خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الكروية، خاصة مع ربط القرار باقتراب اللاعب من تحطيم رقم إيتو القياسى فى عدد الأهداف بتاريخ كأس الأمم الإفريقية. ورغم الأزمات، يبدأ المنتخب الكاميرونى البطولة بقيادة المدرب المحلى ديفيد باجو، واضعًا الفوز فى اللقاء الافتتاحى هدفًا لا بديل عنه، قبل خوض الاختبار الأصعب يوم 28 من الشهر الجارى أمام منتخب كوت ديفوار حامل اللقب. تحقيق الفوز على الجابون تحديدًا يحمل أهمية خاصة، فى ظل التاريخ المتوازن بين المنتخبين فى البطولة، حيث سبق لهما الالتقاء مرتين، فاز الجابون فى الأولى عام 2010 بهدف دون رد، بينما انتهت مواجهة 2017 بالتعادل السلبى. ويعتمد المنتخب الكاميرونى على نجمه الأبرز بريان مبويمو، لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، والذى سيكون الورقة الهجومية الأهم فى ظل غياب أسماء ثقيلة مثل أندريه أونانا وفينسنت أبو بكر وماكسيم شوبو موتينج.. ورغم هذه الغيابات، تصب الترشيحات فى صالح منتخب الكاميرون، صاحب التاريخ الكبير فى البطولة، والذى توج باللقب خمس مرات، آخرها فى نسخة 2017 بالجابون، وهو ما يعزز ثقة الجماهير الكاميرونية فى قدرة فريقها على تجاوز البداية الصعبة. الجابون.. عودة واقعية على الجانب الآخر، يخوض منتخب الجابون البطولة بطموح تقديم مشاركة أفضل فى عودته إلى كأس الأمم الإفريقية لأول مرة منذ نسخة 2021، والتى ودعها من دور الستة عشر. ويعول المنتخب الجابونى على خبرة نجمه المخضرم بيير إيمريك أوباميانج، مهاجم مارسيليا الفرنسي، إلى جانب ماريو ليمينا لاعب وسط جالطة سراى التركى، من أجل تحقيق توازن فنى يسمح للفريق بمنافسة أقوى منتخبات المجموعة.