كعادة الحكومة عندما تبدأ فى تطبيق منظومة خدمات جديدة تختار محافظة بورسعيد لتبدأ بها التجربة ثم يأتى تعميم التجربة على باقى المحافظات بعد ذلك كما حدث مع تطبيق منظومة الخبز والتأمين الصحى الشامل والمحافظة الرقمية الأولى وأخيرًا تم اختيار بورسعيد لتطبيق تجربة كارت الخدمات الموحد وفكرتها ببساطة أن يكون هناك لكل شخص كارت واحد فقط يتم به صرف التموين المدعم والتعامل مع البنوك وماكينات الصرف والتأمين الصحى وكافة المصالح والفكرة فى حد ذاتها جيدة وبدأ تطبيقها ببورسعيد باستبدال بطاقة التموين الحالية بالكارت الجديد ووضعت وزارة التموين عدة اشتراطات لتحديث بطاقات التموين ووضعت ضمن هذه الاشتراطات افتكاسات وبنود غريبة منها ذكر الرقم القومى لبطاقات والد ووالدة صاحب البطاقة واسم الجد والجدة ويبدو أنه غاب عن مبتكر هذا الشرط أن الغالبية العظمى من أصحاب البطاقات من كبار السن وأن آباءهم وأمهاتهم انتقلوا إلى رحمة الله قبل استبدال البطاقات الشخصية الورقية ببطاقة الرقم القومى الحالية والبطاقات الورقية القديمة لم يكن بها نظام الرقم القومى ومن لم يستوف هذا الشرط العجيب لا يتم التحديث له لاستخراج الكارت الموحد بل يكون مهددا بإلغاء الدعم التموينى له كما أن اشتراطات التحديث كثيرة جدا ويصعب على كثير من الناس ولا يعرفون كيفية التعامل والدخول على بوابة مصر الرقمية لاستيفاء الاشتراطات أون لاين ولذلك تحول الأمر إلى تجارة من أصحاب السايبرات وطوابير المواطنين تقف أمامها لمساعدتهم فى تطبيق التحديث مقابل 50 جنيها وكان الأفضل أن يتم التحديث من خلال مكاتب التموين نفسها للتسهيل على المواطنين والأمر فى يد وزارة التموين بإعادة النظر فى الشروط الغريبة للتحديث وتعديلها بما يمكن تطبيقه فى الواقع وبسهولة بعيدا عن تعقيدات روتينية غير مفهومة.