فى خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق فى صناعة الترفيه العالمية، أعلنت شركة والت ديزنى عن استثمار ضخم بقيمة مليار دولار فى شركة OpenAI، الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى، ضمن شراكة تمتد لثلاث سنوات، تفتح الباب أمام استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى فى إعادة تشكيل الالصفقة تمنح أداة توليد الفيديو «سورا» التابعة ل OpenAI حق استخدام أكثر من 200 شخصية شهيرة من عوالم ديزنى المختلفة، بما يشمل مارفل، ستار وورز، وبيكسار. اقرأ ايضا | «شيرين» و«عبلة» فى المستشفى بالذكاء الاصطناعى واعتبارًا من أوائل 2026، سيتمكن المستخدمون من إنتاج مقاطع فيديو قصيرة تضم شخصيات أيقونية مثل ميكى ماوس، ودارث فيدر، وأيرون مان، وسيمبا، مع انتقاء محتوى معتمد من الجمهور لعرضه عبر منصة ديزنى.. وبموجب الاتفاق، ضخت ديزنى استثمارها كحقوق ملكية مباشرة فى OpenAI، مع خيارات لشراء أسهم إضافية مستقبلًا، فى ما يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين.. وتشير تقديرات مؤسسات بحثية، من بينها «مورجان ستانلى» إلى أن الذكاء الاصطناعى قادر على خفض تكاليف الإنتاج السينمائى والتليفزيونى بنسبة 30%. كما تسعى ديزنى، عبر إشراك الجمهور فى عملية الإبداع، إلى إعادة إحياء شغف المعجبين وتقديم تجربة تفاعلية تتماشى مع ذوق الأجيال الجديدة. ورغم الآفاق الواسعة التى تفتحها الصفقة، فإنها تثير نقاشًا واسعًا حول مستقبل الإبداع والحقوق فى العصر الرقمى. وتبرز إشكالية حقوق الملكية الفكرية كأحد أبرز التحديات: من يملك المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعى باستخدام شخصيات ديزنى؟ المستخدم، أم الشركة المالكة للشخصية، أم مطور الأداة؟ ديزنى وOpenAI أكدتا التزامهما بما وصفاه ب «الاستخدام المسئول» للذكاء الاصطناعى، عبر ضوابط تقنية وأخلاقية تهدف إلى منع إنتاج محتوى غير قانونى أو ضار، وحماية حقوق المبدعين وسلامة المستخدمين. فى هذا السياق، أكد د. شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات، أن استخدامات الذكاء الاصطناعى يصاحبه تحديات أخلاقية مرتبطة بالخصوصية، نتيجة الاعتماد على كميات هائلة من البيانات، فضلًا عن مخاطر التزييف العميق وإساءة استخدام التقنيات الذكية، ما يستدعى وعيًا مجتمعيًا وتشريعيًا استباقيًا.. وشدد الجمل على ضرورة تطوير أطر قانونية واضحة لحماية حقوق المؤلف والملكية الفكرية، مؤكدًا أن أنظمة الذكاء الاصطناعى تطرح تحديات غير مسبوقة تستلزم تشريعات خاصة تحقق التوازن بين الابتكار والحماية القانونية. من زاوية أخرى، حذّرت د. نيفين حسنى، استشارى علم النفس الرقمى، من الآثار النفسية العميقة للتفاعل المتزايد للأطفال والشباب مع المحتوى الترفيهى المُدار بالذكاء الاصطناعى. وأوضحت أن هذا المحتوى قد يحمل جوانب إيجابية، مثل تعزيز التعلّم والتحفيز العاطفى ودعم النمو المعرفى عند استخدامه بشكل تعليمى وتفاعلى مدروس.. إلا أنها لفتت إلى أن التفاعل مع شخصيات ذكية تبدو داعمة قد يخلق روابط عاطفية قوية، مشيرة إلى أن نحو 70% من المراهقين يستخدمون تطبيقات ذكاء اصطناعى تقدم نفسها ك «رفاق افتراضيين»، وهو ما قد يوفر راحة نفسية مؤقتة، لكنه يحمل مخاطر «الرفقة الزائفة» والعزلة الاجتماعية والاعتماد الرقمى المفرط. كما حذّرت من مخاطر المحتوى غير المناسب وتحيز بعض أنظمة الذكاء الاصطناعى لأفكار أو توجهات معينة دون رقابة واضحة، مؤكدة أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعى قد يؤثر سلبًا على الفهم والتحصيل والتذكر مقارنة بالتجارب التعليمية التقليدية.محتوى الإبداعى الذى لطالما ارتبط باسم ديزنى .