عواصم- وكالات الأنباء: أفادت هيئة الإذاعة الأسترالية «آيه بى سي» أن جهاز الاستخبارات الأسترالى حقق قبل ست سنوات فى صلات لأحد منفذى هجوم شاطئ بونداى بتنظيم داعش. وأعلنت الشرطة الاسترالية أن رجلاً يبلغ 50 عاماً ونجله البالغ 24 عاماً، قاما بإطلاق النار على محتفلين بعيد الحانوكا اليهودى على شاطئ شهير فى سيدنى، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين. ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن مسئول رفيع فى عملية مكافحة الإرهاب المشتركة التى تحقق فى هجوم بونداى، أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية حققت فى شبهاتٍ متعلقة بالابن عام 2019. وأضافت أن نافيد أكرم كان يُعتقد أنه على صلة وثيقة بأحد أعضاء تنظيم داعش الذى ألقى القبض عليه فى يوليو 2019 ودين بتهمة التخطيط لعمل إرهابى فى أستراليا. وذكرت الهيئة أن محققى مكافحة الإرهاب يعتقدون أن المسلحين اللذين نفذا هجوم شاطئ بونداى قد بايعا تنظيم داعش. فى غضون ذلك، عززت مدن كبرى حول العالم منها: برلين ولندن ونيويورك إجراءاتها الأمنية فى محيط أماكن الاحتفال بعيد حانوكا اليهودي. وقالت شرطة برلين إنها كثفت التدابير الأمنية حول بوابة براندنبورج فى العاصمة الألمانية، حيث يُضاء شمعدان كهربائى كبير لإحياء الليلة الأولى من عيد حانوكا. وأثار الهجوم تفاعلاتٍ سياسية وإعلامية واسعة تجاوزت إطار التعاطى الأمنى مع الحادثة، لتفتح نقاشاً حول دلالاتها وسياقات توظيفها فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى. فبينما ركزت السلطات الأسترالية على توصيف ما جرى كجريمة مُدانة تستدعى التحقيق والمساءلة، سارعت إسرائيل إلى ربط الهجوم بسردياتٍ أوسع، تتعلق بمعاداة السامية والاعتراف بدولة فلسطين، مما أطلق قراءاتٍ متباينة حول أهداف هذا الربط وحدوده. بيد أن المسار الذى اختارته الحكومة الإسرائيلية فى التعاطى مع الحادثة اتجه نحو توسيع دلالاتها، وهو ما يقرأه مراقبون فى سياق سياسة إسرائيلية مُعتادة، تسعى لربط أى عنف يقع خارج حدودها بخطاب معاداة السامية عالمياً. وحاول رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو استثمار الحادثة سياسياً، من خلال ربطها بالاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة، ومحاولة تصوير هذه التحركات بوصفها تهديداً أمنياً لليهود فى الغرب. ويأتى هذا الربط، بحسب مراقبين، فى وقت شهدت فيه أستراليا مواقف رسمية غير منسجمة مع السياسات الإسرائيلية، من بينها: الاعتراف بدولة فلسطين، والسماح بتظاهرات واسعة دعماً لغزة، مما جعلها هدفاً مباشراً للانتقادات الإسرائيلية. غير أن تفاصيل الحادثة نفسها أربكت هذا الخطاب، بعدما كشفت التحقيقات أن الرجل الذى تصدى لأحد منفذى الهجوم وانتزع سلاحه كان مسلماً، فى مشهد لقى إشادة واسعة داخل المجتمع الأسترالى. هذا التفصيل الإنسانى، الذى عكس تعقد الواقع وتناقضه مع السرديات الجاهزة، قلص من قدرة إسرائيل على تقديم الحادثة كدليل على تصاعد العداء الدينى، وأعاد تسليط الضوء على خطورة التعميم السياسى.ورغم تراجع نتنياهو لاحقاً عن توصيفه الأولى لهوية من حاول إحباط الهجوم، فإن الخطاب الإسرائيلى، كما يرى محللون، واصل تجاهل هذا البعد، مفضلاً التركيز على ما يخدم هدف الضغط السياسى على الحكومات الغربية.