بينما كانت إسرائيل تبدأ على الفور فى استغلال حادث سيدنى فى استراليا لشن حملة كراهية جديدة لا تقف فقط عند العرب أو المسلمين وإنما تمتد إلى عالم بأكمله يرفض الإجرام الإسرائيلى ويدين مجرمى الحرب المطلوبين للعدالة.. بينما كانت إسرائيل تفعل ذلك حتى قبل أن تتكشف كل التفاصيل عن الحادث الإرهابى، كانت الأقدار ترسم طريقاً آخر ينحاز للحقيقة ويكشف زيف الرواية الإسرائيلية ويجهض مخططها لاستئناف حملة الكراهية التى تستهدف الضمير الإنسانى بأكمله!! وبينما كان مجرم الحرب نتنياهو ينفث سمومه ويردد مزاعمه بأن اعتراف العالم بالحق الفلسطينى لا يعنى إلا مكافأة الإرهاب وزيادة العداء للسامية.. كانت الحقيقة تأتى من موقع الحدث فى استراليا مع مشهد أصبح حديث العالم كله. ومع رجل كان يمر «بالصدفة» فى مكان الحادث ويرى طلقات الرصاص تحصد الأبرياء، فلا يتردد لحظة واحدة فى القيام بما يمليه عليه ضميره. لم يسأل أحمد الأحمد وهذا اسم الرجل عن هوية القتلة أو الضحايا، ولم يفكر فى عواقب ما سيفعله وهو الأربعينى الأعزل حين ينطلق ليهاجم المسلح الذى يطلق الرصاص وينتزع سلاحه ويمنعه من إكمال جريمته!! خرج أحمد الأحمد من المعركة برصاصتين فى يده، لكن هذا المواطن الاسترالى من أصل سورى عربى تحول إلى رمز للشجاعة عند الاستراليين وإلى عنوان للإنسانية التى لا تفرق بين البشر، ولا تسمح بالإرهاب، ولا تعيش على الكراهية، ودون قصد كانت قصته «أحمد الأحمد» وحدها أبلغ رد على أكاذيب إسرائيل وعلى محاولاتها استغلال دماء الضحايا الأبرياء لتبرير جرائمها، ولاستئناف مهمتها فى نشر الكراهية ورفض السلام والعداء لكل ما هو إنسانى وعادل وجميل. حادث سيدنى يعكس حجم الكراهية التى صنعها نتنياهو وحلفاؤه الذين يقفون وحدهم أمام عالم ينشد السلام ويرفض جرائم إسرائيل. أحمد الأحمد «دون أن يدرى» قدم للعالم الصورة الأخرى التى تنتصر للإنسانية وحدها. زعماء العالم يحيون شجاعته ويقدرون بطولته. الأهم أن تصل الرسالة كاملة، وأن يدرك الجميع أهمية تجفيف منابع الإرهاب، وأن يغلقوا مصنع الكراهية الذى مازال نتنياهو مصراً على عدم إغلاقه!!