لم يكن قرار الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية بإقالة رئيس حى النزهة مجرد إجراء إدارى عابر.. بل كان فى نظر سكان المنطقة وبخاصة أهالى شيراتون لحظة ارتياح جماعى طال انتظارها.. فالقرار جاء ليضع حدًا لفترة طويلة من الإهمال.. سواء فى تراجع مستوى النظافة، أو انفلات الإشغالات الذى حوّل الشوارع إلى فوضى متواصلة. لسنوات اشتكى السكان من التحول الحاد الذى أصاب شيراتون والنزهة عمومًا.. فالمحال المخالفة تحت العقارات تمددت بلا ضابط واحتلت الأرصفة، وتسببت فى منع السكان من ركن سياراتهم عبر وضع بلوكات إسمنتية وحواجز ثابتة. أما الضجيج الصادر من السيارات والدراجات فهو مشهد يومى يفسد الهدوء الذى طالما تميزت به المنطقة. كما أن الشكوى الأكثر حضورًا هى الانتشار المبالغ فيه للمقاهى التى تضاعف عددها خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبحت جزءًا من أزمة الحي.. فالكراسى والطاولات امتدت إلى منتصف الطريق.. والدخان والضوضاء تسللا إلى منازل المواطنين، وحوّلت الشوارع الرئيسية والفرعية إلى مساحات مزدحمة لا تهدأ.. ومع غياب الرقابة باتت المقاهى تتوسع ليلًا ونهارًا دون أى اعتبار لحقوق السكان أو لسمعة المنطقة كواجهة حضارية لزائرى مطار القاهرة. توجيهات الوزيرة بإعادة الانضباط ورفع الإشغالات فورًا، ومراجعة المقاهى والمحال المخالفة، تأتى كخطوات أولى فى طريق إعادة هيبة الحي. فلو حذت المحليات حذو وزارة الداخلية فى سرعة الاستجابة لشكاوى المواطنين.. شوارعنا ستصبح أنظف ومقاهى الأحياء المزعجة أقل والمواطنون أكثر ارتياحًا.. فالرد الفورى على البلاغات ليس رفاهية، بل واجب يضمن حياة كريمة ويزرع الثقة بين الحى وسكانه.