أعلن ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، أن شركات الطيران العالمية ستحقق أرباحًا صافية مجمعة قياسية تبلغ 41 مليار دولار العام المقبل بزيادة ملحوظة عن 39.5 مليار دولار متوقعة في العام الجاري ، مع استقرار هامش الربح الصافي عند 3.9%، وأرباح صافية لكل راكب 7.9 دولار. وتوقع أن تصل إيرادات الصناعة الإجمالية إلى 1.053 تريليون دولار بزيادة 4.5%، مع إشغال مقاعد قياسي عند 83.8%، وعدد ركاب يصل إلى 5.2 مليار راكب، وحمولات شحن 71.6 مليون طن. جاء ذلك خلال كلمته في يوم الإعلام العالمي ل«إياتا» بجنيف، حيث وصف والش هذه الأرقام بأنها «أخبار مرحب بها للغاية» في ظل الرياح المعاكسة الشديدة من اختناقات سلاسل توريد الفضاء، والصراعات الجيوسياسية، وتباطؤ التجارة العالمية، والأعباء التنظيمية المتزايدة. وأكد أن الشحن الجوي كان «البطل الحقيقي» في دعم الأرباح، إذ تجاوز التوقعات السلبية مرات عديدة، واستمر في دوره الحاسم رغم كل التحديات، مشيرًا إلى أن العوائد على رأس المال المستثمر ستبقى عند 6.8%، أقل من متوسط تكلفة رأس المال 8.2%، مما يعني أن الصناعة لا تزال لا تغطي تكلفة رأس المال بالكامل. وأوضح والش أن تكاليف الوقود ستنخفض طفيفًا إلى 252 مليار دولار (-0.3% عن 2025) مع انخفاض سعر برميل النفط إلى 62 دولارًا ووقود الطائرات إلى 90 دولارًا، بفضل انتهاء عقود التحوط عالية التكلفة. لكن هذا الارتياح سيُقابل بضغوط غير وقودية قوية جدًا، إذ سترتفع التكاليف غير الوقودية بنسبة 5.8% إلى 729 مليار دولار، مع استمرار العمالة كأكبر مكون (28%) بسبب نمو الأجور الذي يفوق التضخم وسوق عمل ضيقة للغاية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الصيانة والملكية ورسوم المطارات والملاحة بسبب تقادم الأسطول (متوسط عمر 15 سنة) واستمرار اختناقات سلاسل التوريد. اقرا ايضا «إياتا»: 4.7 مليار مسافر سنوياً.. والتزام 300 شركة طيران بالاستدامة كما سترتفع تكلفة الامتثال لنظام كورسيا إلى 1.7 مليار دولار، وتكلفة شراء وقود الطيران المستدام (SAF) إلى 4.5 مليار دولار رغم توافر 2.4 مليون طن فقط (0.8% من الاستهلاك الكلي). وأشار والش إلى أن ضعف الدولار الأمريكي المتوقع سيفيد شركات الطيران غير الأمريكية التي تمثل 55-60% من التكاليف العالمية بالدولار، لكن الضغوط غير الوقودية ستظل التحدي الأكبر في 2026. وأكد والش أن منطقة الشرق الأوسط ستواصل احتلال المركز الأول عالميًا في 2026 بربح صافٍ لكل راكب 28.6 دولار وهامش ربح 9.3%، مدعومة ببيئة تنظيمية إيجابية وموقع استراتيجي كمركز ربط عالمي واستثمارات حكومية ضخمة في البنية التحتية، مع طلب قوي على الرحلات الطويلة وتوسع شركات المحاور الكبرى. وأوضح أن التوترات الجيوسياسية لم تعد تؤثر سلبًا بشكل كبير بفضل جهود السلام الإقليمية. وأشار إلى أن أوروبا ستحقق أعلى ربح صافٍ مطلق (14 مليار دولار)، وآسيا-المحيط الهادئ أكبر نمو في الحركة، بينما ستتراجع أميركا الشمالية للمركز الثاني، وأميركا اللاتينية ستتعافى بفضل إعادة الهيكلة، فيما تبقى أفريقيا الأضعف عالميًا ب1.3 دولار فقط لكل راكب. واختتم والش: «الفجوة بين المناطق تثبت أن البيئة التنظيمية الداعمة والاستثمار في البنية التحتية والموقع الاستراتيجي هي مفاتيح الربحية المستدامة، والشرق الأوسط يظل النموذج الأمثل عالميًا».