في سعي الإنسان الدائم نحو السعادة والنجاح، يظل التوازن هو اللغز المفقود والمفتاح الحقيقي فكيف يمكننا تحقيق هذا التوازن المنشود في خضم تحديات الحياة المتسارعة؟ إن الإجابة تكمن في استيعاب وتطبيق المفاتيح الخمسة الأساسية للتوازن الإنسانى؛ وهى: الأفكار، الجسد، الذات "الأنا"، القلب، البيئة المحيط، هذه المفاتيح الخمسة التي تشكل خريطة طريق واضحة لتعيش حياة متكاملة وهادفة. فلكل قلب طريقته في الشعور بالنفس وما حولها، ولكل وجدان شفرة خاصة يستقبل بها الأمور والمواقف، ولكل إنسان رحلة في الحياة والتأمل، رحلة نفس ورحلة مشاعر ورحلة روح وعقل. رحلة ذات مزاج معتدل نستمتع فيها، ونعيش حالة من التوازن، نتعلم كيف نتعامل مع المفاتيح الخمسة للتوازن بأسلوب بسيط ومؤثر في النفس. اقرأ أيضًا | بالفيديو.. روائية: العالم الموازي نوع من أنواع الهروب "مفاتيح التوازن الخمسة"، عنوان كتاب أصدرته الكاتبة ريم الأنصارى، عن دار دوّن للنشر، تحدثت فيه عن الصحة النفسية وتطوير الذات، وكيفية تطبيق هذه المفاتيح الخمسة الضرورية للتوازن في حياة أى إنسان، التقيت بها لإلقاء الضوء على هذه المفاتيح وتوضيح آثارها فى حياة أكثر هدوءاً للإنسان. فى البداية تقول "ريم": هناك قصص حقيقية وتدريبات عديدة في كتابي تساعدك في تطبيق مفاتيح التوازن الخمسة والخطوة الأولى هي أن تعرف نفسك الأسئلة حول هويتنا وقيمنا وما نحب ونكره ومن نكون، هي من أهم المحطات التي يقف عندها الانسان في مشواره للوعي الذاتي أو بمعنى أبسط معرفة نفسه فالحياة المتزنة ليست بالأمر السهل، لأن الانسان بطبيعته كائن مركب وصراعاته الداخلية كثيرة ومع الوقت والوعي ندرك أن الوصول للإتزان رحلة تعلُم، قد تستغرق شهراً أو سنة أو ربما العمر بأكمله، ولكنها تستحق. وعن الطريقة الصحيحة للتعامل مع تفكيرنا الداخلي وتطويره، تؤكد "ريم" أن: اللحظة التي ننتبه فيها لنمط أفكارنا هي لحظة فارقة في حياتنا، وحين نبدأ في استيعاب حديثنا الداخلي مع أنفسنا، تتغير حياتنا. وعند ملاحظة فكرة سلبية مسيطرة، لابد من استبدالها بأخرى إيجابية مثلا "انا لست قادرا على اتخاذ قرار سليم"، لابد من البحث عن قرارات سليمة اُتخذت من قبل وتذكير نفسك بها والمهم هو تعزيز هذا الرأي باتخاذ المزيد من القرارات السليمة أو حتى سماع آراء مؤيدة من أشخاص نثق بهم. فهم الإنسان لأفكاره وتصحيح مسارها من أهم الخطوات في رحلة الوعي الذاتي. ولكى يستطيع كل فرد أن يتحكم فى أفكاره ومشاعره وتصرفاته ويقترب من فهم ذاته، تقول "ريم": القدرة على قضاء وقت مع نفسك دون الشعور بألم الوحدة ودون اللجوء إلى عالم السوشيال ميديا أو نتفليكس وما شابه، ضروري جداً في رحلة وعي الذات وعندما نراقب أفكارنا ونفهم علاقتها بمشاعرنا الغزيرة والمتقلبة وانعكاسها على تصرفاتنا تجاه أنفسنا والآخرين، نستوعب مدى أهمية هذه الأفكار. أما عن تأثير البيئة النفسية علينا وكيف نخلق بيئة داعمة، تقول "ريم": ليس كل البشر مؤهلين للتعامل مع الصدمات بمفردهم وخاصة أن عقلهم قد يهاجمهم في أحلك الظروف يتحيز العقل تأكيدًا لأسوأ حالات عدم الأمان لدى الشخص، مما يزيد من المعاناة وهنا يتدخل الدعم الاجتماعي فيساعد على إعادة اتصالك بالعالم الخارجي مع منحك فرصة التركيز على أمور أخرى بخلاف صدمتك ومعاناتك. وفي كثير من الأحيان، نحن لا نفهم مدى انسحابنا من المجتمع من حولنا حتى يسألك أحد اصدقائك: "مالك؟ انت كويس؟" قد يكون هذا السؤال هو كل ما نحتاج للانتباه ومراجعة النفس والبدء في العودة للحياة مرة أخرى. وعن العلاقات السامة وكيف يكتشفها الإنسان والطريقة الأمثل للتعامل معها، تؤكد "ريم": العلاقات السامة تبرز أسوء ما في الانسان وتسبب له الألم وعدم شعور بالراحة أو الأمان وكلمة السر هي التخلي. التخلي هو فن لابد من اتقانه لممارسة الحياة بشكل أكثر إتزانا. أتفق إنه ليس بالأمر السهل دائمًا، ولكنه واجبنا تجاه أنفسنا. وتضيف: في البداية يجب أن نملك الوعي لمواجهة أنفسنا بالسلبيات التي تستحق التخلي عنها، ثم إدراك كيف ومتى نتخلى، ثم امتلاك الشجاعة للمضي قدمًا.