عودة أرض الزمالك قد تكون طوق النجاة الأخير للنادى الذى يغرق، لكنها لن تؤتى ثمارها إلا إذا سُلمت لإدارة جديدة مختلفة تمامًا عن المجلس الحالي، ولا يمكن مكافأة من أخفقوا فى مهمتهم. جماهير الزمالك- وأنا واحد منهم - فقدت الثقة فى مجلس لا يجيد سوى إطلاق الوعود البالونية. مسئول زملكاوى كبير لخّص لى المشهد بكلمات صادمة: «الزمالك يلفظ أنفاسه الأخيرة... لا أحد يساندنا... لا نملك الأموال... ونسأل الله الستر قبل الجمعية العمومية غدًا». كنت أسأله عن سبب فسخ عقود ثلاثة لاعبين مغاربة، وإنذارات أربعة آخرين يستعدون للرحيل، وعن العروض المغرية التى تنهال على لاعبى الفريق المميزين وكأنهم غنائم حرب، فكان جوابه حاسمًا: «معندناش فلوس». وإذا عدنا إلى الوعود التى أطلقها أعضاء المجلس عقب انتخابهم، نضرب كفا بكف، وعدوا بتجديد عقد زيزو، ثم تركوه يرحل مجانًا، تعاقدوا مع جون إدوارد ومنحوه صلاحيات واسعة، فاختار صفقات فاشلة، ومدربًا بلا إنجازات ولا حتى احترام لمهنته وخرج يهاجم النادى على الملأ. من الأمانة أن يواجه المجلس الجماهير بالحقيقة بدلًا من الهروب، وألّا يعلّق فشله على شماعة الأرض، فماذا كان يفعل الزمالك طوال عمره من غير الأرض؟ نعم، ما وصل إليه النادى اليوم هو نتيجة تراكمات ومجالس سابقة أساءت إدارته حتى مات إكلينيكيًا، لكن المجلس الحالى جاء وهو يؤكد المعرفة بالمشكلات وأن لديه خطة لإنقاذ النادي.. فأين الخطة؟ وأين الإنقاذ؟ يا سادة.. عضوية مجلس إدارة الزمالك ليست للوجاهة، ولا الظهور فى البرامج واستعراض الكلام الفارغ، ولا ل «محدثى الشو»، وأتحدى ان يحصل اى عضو منهم على صوت واحد فى اى انتخابات قادمة. الخلاصة: 1-لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب؛ الزمالك بحاجة إلى دعم الدولة، وسقوطه يعنى أن كرة القدم ستفقد أحد جناحيها. 2-رحيل المجلس الحالى ضرورة، واستمرارهم يزيد الوضع سوءًا، وأتوقع أن الجمعية العمومية غدًا لن تمرر ميزانية بهذا الكم من العيوب. 3-تشكيل مجلس إدارة انتقالى قوى من شخصيات زملكاوية محترمة، مع إعادة الأرض لهم وتقديم دعم مالى عاجل. 4-إعادة هيكلة النادى والتقليل من عدد الألعاب، والإبقاء على ثلاث لعبات فقط إلى جانب فريق الكرة؛ قرار سوف يأتى عاجلًا أو آجلًا. 5-الاستغناء فورًا عن جون إدوارد الذى أغرق النادى فى صفقات فاشلة ومدرب ضعيف، فالزمالك ليس ملكية خاصة لأحد. 6-الاعتماد على قطاع الناشئين والتوقف عن إنفاق مئات الآلاف من الدولارات على أجانب فاشلين يرحلون فى النهاية مجانًا. حين كان الإسماعيلى مهددًا بالهبوط، انتفض اتحاد الكرة وغيّر نظام المسابقة لينقذه، واليوم يغرق الزمالك، والجميع يتفرج وبعضهم سعداء. كل زملكاوى - وأنا منهم - يشعر بالغيظ والحزن على «عزيز نادٍ ذل».. لا تجعلوا كرة القدم تفقد متعة المنافسة.. إنقاذ الزمالك مسئولية الدولة .