هل تدين حماس؟ هذا هو السؤال الذى كاد يكون طرحه فرضاً موحداً فى كل وسائل الإعلام الغربية كاستهلال لأى حوار تجريه مع ضيف أيًّا كانت خلفيته عند الحديث فى شأن العدوان الصهيونى الوحشى على قطاع غزة فى أعقاب شن حركة حماس فى السابع من أكتوبر 2023 عمليتها العسكرية المحدودة التى عرفت بطوفان الأقصى على المستوطنات الصهيونية بمنطقة غلاف غزةالمحتلة. السؤال عند السذج الطيبين من المحللين كان يبحث عن إجابة واحدة هى انتزاع الإدانة لحماس من الضيوف المطروح عليهم كمدخل وأساس لما سيجيء فى كل حوار لاحق فى حين أن المقصود من الإدانة لم يكن تنظيم حماس وإنما الشعب الفلسطينى كله لتبرير كل ما تعرض وسيتعرض له على يد قوات الاحتلال من مجازر وأعمال تطهير عرقى وغير ذلك من كل ما يصنف كجرائم ضد الإنسانية يقترفها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل ولتبرير تواطؤ الأنظمة الغربية مع الاحتلال دعماً وإسناداً وتمويلاً وغطاء دبلوماسياً حِمائياً أمام المحافل الدولية. هذه المقاربة الإعلامية الشريرة البائسة استهدفت شيطنة الفلسطينيين -كل الفلسطينيين- وإشاعة الأكاذيب الصهيوينة والغربية التى زعمت أن الفلسطينيين هم الجانب المعتدى وكأنما لا شيء من استيلاء على الأرض واحتلال وعدوان ومجازر وقهر من كل ما جرى للفلسطينيين على مدى 75 عاماً سبقت طوفان الأقصى قد وقعت أو حدثت فعلاً وكانت السبب الذى دفع تنظيم حماس للاقدام على عمل ما فى مواجهة كل هذا العسف الصهيونى وتنفيذه على النحو الذى شهده العالم فى السابع من أكتوبر. الرواية الصهيونية الغربية لم تصمد طويلاً أمام بشاعة العدوان بكل ما فيه من قتل للأبرياء بالقطاع وتدمير لممتلكاتهم ولكل مقومات الحياة بما فيها المستشفيات ومراكز اللجوء والمخيمات ومرافق المياه والكهرباء غير فرض حصار تجويعى على 2 مليون من المشردين والنازحين فى أنحاء غزة ، فمشاهد الشر المطلق التى جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعى كانت أكثر من كافيه لتحطيم روايات الكذب والضلال الصهيوغربية، حتى إن حكومات بلاد الغرب -وعلى رأسها الحكومة الأمريكية الراعى الأول لكيان الاحتلال ولكل الشرور التى تستهدف بلاد منطقتنا العربية- افاقت على حشود جماهيرية فى قلب عواصم بلادها تهتف بمناصرة الحقوق الفلسطينية وتصدح بإدانة العدوان الوحشى وداعميه من الحكومات نفسها.