أثارت دراسة صحية حديثة جدلاً واسعاً بعد أن تناولت العلاقة المباشرة بين استهلاك اللحوم الحمراء وتأثيره المحتمل على متوسط العمر المتوقع. وتأتي هذه الدراسة في وقت يتصاعد فيه الاهتمام العالمي بأنماط التغذية الصحية ودورها في الوقاية من الأمراض المزمنة. واعتبر خبراء التغذية أن فهم هذه العلاقة أصبح ضرورة للحد من المخاطر المرتبطة بالنظام الغذائي الغني بالبروتينات الحيوانية. اعتمد التقرير على بيانات موسعة نُشرت عبر المجلة الأميركية للتغذية السريرية، والتي درست آلاف المشاركين على مدار سنوات لتقييم تأثير الاستهلاك المنتظم للحوم الحمراء سواء المعالجة أو غير المعالجة على الصحة العامة وتبيّن، بحسب النتائج المنشورة، أن زيادة تناول اللحوم الحمراء يرتبط بارتفاع معدل الوفاة المبكرة، خصوصاً عند استهلاك اللحوم المصنعة بانتظام. اقرأ أيضًا | فوائد تناول «اللحوم الحمراء» أبرزها تحسين كتلة العضلات كيف تؤثر اللحوم الحمراء على الجسم؟ يشير الباحثون إلى أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون المشبعة في الجسم، ما يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين كما أن بعض طرق الطهي، مثل الشواء على درجات حرارة عالية، قد تنتج مركبات كيميائية تساهم في رفع احتمالية الإصابة بالسرطان. إضافة إلى ذلك، يرى متخصصون في الصحة العامة أن التأثير السلبي لا يتعلق فقط باللحم نفسه، بل بأسلوب التغذية الكامل للفرد، حيث غالباً ما يقترن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء بانخفاض استهلاك الخضروات والأطعمة الغنية بالألياف. ماذا يقول الأطباء وخبراء التغذية؟ يوصي الأطباء بالحد من تناول اللحوم الحمراء إلى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً كحد أقصى، واستبدالها بمصادر بروتين صحية مثل الأسماك والبقوليات والدجاج. كما يؤكدون أن الاعتدال هو المفتاح الأساسي، وأن الخطر يكمن في الكميات الكبيرة والاستهلاك المتكرر، خصوصاً من اللحوم المصنعة. ويرى خبراء التغذية أن اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة قد يساعد في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة باللحوم الحمراء دون الحاجة إلى الامتناع عنها بالكامل. اقرأ أيضًا | دراسة: تناول اللحوم الحمراء قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون هل يجب التوقف عن تناول اللحوم؟ على الرغم من النتائج المثيرة، لا تشير الدراسة إلى ضرورة الاستغناء التام عن اللحوم الحمراء، بل تدعو إلى تناولها بحكمة فاللحوم تحتوي على عناصر غذائية مهمة مثل الحديد والزنك وفيتامين B12، وهي عناصر يصعب تعويضها بالكامل من مصادر نباتية لدى بعض الأشخاص. وفي النهاية، يبقى القرار متروكاً للمستهلك بناءً على تفضيلاته الصحية، لكن المؤكد أن الاعتدال والتنوع الغذائي لا يزالان أفضل استراتيجية للحفاظ على صحة جيدة وإطالة متوسط العمر.