هذا الأسبوع احتفل العالم بيوم التطوع، وهى مناسبة لنقول شكرا لكل من يشعر بالآخرين شكرا الشباب الذين يخصصون من وقتهم ساعات لخدمة غيرهم يُشاركون فى توزيع المساعدات، يعلّمون الأطفال، ويمحون الأمية، يرافقون كبار السن، ويقفون بجوار كل محتاج دون انتظار دعوة أو مقابل. تحية للسيدة انتصار السيسى التى قالت: «تحية لكل من جعل العطاء أسلوب حياة.. ولكل متطوع ومتطوعة اختاروا أن يكونوا نورًا فى حياة الآخرين.. المتطوعون هم القوة الحقيقية التى تصنع الأمل وتبنى وطنًا أكثر إنسانية ورحمة.. شكرًا لكل يد ساعدت، لكل قلب احتوى، ولكل خطوة أحدثت فرقًا». كلماتها تلقى الضوء على حقيقة راسخة: أن التطوع يجب أن يكون طريقة تفكير وممارسة يومية فى مجتمع يحتاج دائمًا إلى الدعم والتماسك. وعلى مستوى العالم، تنتشر ثقافة التطوع حتى أنها أصبحت جزءًا من الرؤية الأخلاقية للدول. فى كندا، يشارك رئيس الوزراء جاستن ترودو فى خدمة المجتمع عبر العمل فى بنوك الطعام وتوزيع الوجبات، يقف وسط المتطوعين كواحد منهم. وفى ألمانيا، خصص المستشار أولاف شولتس وقتًا لزيارة دور المسنين وذوى الاحتياجات الخاصة، يدفع كراسيهم المتحركة ويجلس معهم فى جلسات الدعم النفسى والاجتماعي. وفى بريطانيا، يتطوع وزراء ومسئولون فى برامج دعم المستشفيات وحملات جمع التبرعات. وفى الدول الإسكندنافية، يُعد التطوع جزءًا أساسيًا من الحياة العامة، حيث يشارك الوزراء فى تنظيف الشواطئ والمناطق الخضراء ورعاية كبار السن. هذه النماذج تؤكد أن التطوع يتجاوز كونه عملا خيريا إلى أنه سلوك دولة.. رؤية كاملة تنظر للإنسان باعتباره محور المجتمع، وللخدمة باعتبارها شرفًا وليس عبئًا. وفى مصر، يمكن أن نتوسع أكثر فى التطوع: إشراف تطوعى على المدارس، زيارات منتظمة للمرضى والمسنين، دعم نفسى للمراهقين، مبادرات لدمج ذوى الهمم، وفرق للحفاظ على البيئة وتنظيم الأحياء هذه الأشكال من التطوع تصنع أثرًا حقيقيًا وتعيد الروح للمجتمع، لأنها تربط الإنسان بأخيه الإنسان قبل أن تربطه بالمؤسسات.. وعلينا تقديم حوافز للشباب لممارسة التطوع، وتقديم منح دراسية وربط التقدم المهنى بعدد ساعات التطوع. كل الأديان شجعت على التطوع حين جعلت مساعدة الغير طريقًا للقرب من الله: الصدقة، وعيادة المريض، وإغاثة الملهوف، وكفالة اليتيم، وستر المحتاج.. كلها أعمال تطوعية فى جوهرها، تذكّرنا بأن الخير ليس رفاهية بل مسئولية. تحية لكل يد ساعدت، ولكل خطوة أحدثت فرقًا، ولكل روح آمنت أن الخير قوة وأن العطاء جزء من كوننا بشرًا .