طُرح مؤخرًا البرومو الرسمي لفيلم «الست» الذي يحكي سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، وتلعب بطولته الفنانة منى زكي. وما إن عُرض البرومو وتسربت مجموعة صغيرة من صور الفيلم حتى قوبل بهجوم كاسح من محبي كوكب الشرق. وبنظرة بسيطة وموضوعية نستطيع أن نحلل أسباب الهجوم، وهى كالآتي: أم كلثوم بالنسبة للشعب المصري ليست مجرد مطربة، إنما هى أيقونة الغناء في مصر والوطن العربى. لم تكتفِ أم كلثوم بالغناء فقط، إنما كان لها دور وطني كبير خاصة عقب نكسة يونيو 1967. فقد طافت بلدان العالم لإقامة حفلات يُخصص دخلها للمجهود الحربى لإعادة بناء القوات المسلحة المصرية. بعد وفاة كوكب الشرق ومع مرور السنوات أصبحت حياة أم كلثوم الخاصة خطًا أحمر لا يُسمح لأحد بالاقتراب منه بأي شكل من الأشكال، حتى وإن كانت بعض السلبيات التي تُروى عنها صحيحة. لكن الجمهور له حكم آخر؛ فهو يرى فيها الأسطورة التى يراها الناس فى السماء ولا يلمسونها على الأرض مطلقًا. كل ما سبق يجعل الجمهور فى حالة تربص مستمر من أى شخص يقترب من سيرة حياة أم كلثوم؛ فالاقتراب أصبح عملية محفوفة بالمخاطر، خاصة أن بعض الصور التى تسربت من الفيلم أظهرت أم كلثوم وفى يدها سيجارة، وهو ما يتنافى مع سيرة حياتها التى لم تظهر مطلقًا في الصور أو حتى اللقاءات التليفزيونية وهى تدخن السجائر. وبالتالى عشاق كوكب الشرق لن يرضوا بمثل هذا المشهد ويعتبرونه تشويهًا لسيرة هرم الغناء. أضف إلى ذلك أن الإعلان الترويجى للفيلم لم يقدم منى زكي بالشكل الخارجي القريب لأم كلثوم، وهى نقطة استطاعت المخرجة إنعام محمد على فى المسلسل أن تقرب فيها صابرين من شكل أم كلثوم حتى اقتنع الجمهور بها. وقطعًا ستكون هناك مقارنات بين منى زكي وبين صابرين أيقونة مسلسل «أم كلثوم»، وبالتأكيد القديم سيكسب. يبقى السؤال الأهم: ما الجديد الذى سيقدمه الفيلم عن حياة أم كلثوم فى أقل من ساعتين بعدما طوى المسلسل قصة حياتها فى سبع وثلاثين حلقة منذ ربع قرن؟