44 عاما مرت على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، لكنها ما زالت حاضرة معنا بفنها الذي أصبح جزءا من التراث المصري، وقد ظهرت شخصيتها في مسلسلات عديدة، تعرضت لانتقادات كثيرة أم كلثوم واحدة من أهم وأبرز المطربين العرب في القرن العشرين، حيث نالت شهرة واسعة ليس في المنطقة فحسب، ولكن العالم بأسره.. قصة كفاح «كوكب الشرق» من فتاة ريفية بسيطة حتى تربعت على عرش الطرب، كانت مادة جاذبة للكثير من الكتاب لتقديمها فى عمل فني، وكالعادة السير الذاتية التي تقدم للمشاهير دائمًا ما تقابل بالهجوم والانتقادات من قبل الورثة أو الجمهور الذى لا يفضل المساس بأسطورة رسمها بشكل معين في خياله.. أبرز عمل درامي عن المطربة الكبيرة، قدم عام 1999، وحمل اسمها، وهو مأخوذ من كتاب للراحل محفوظ عبد الرحمن، وقد حقق نجاحًا كبيرًا. مسلسل «أم كلثوم» عرض لأول مرة في رمضان 1999، واختار صناع العمل أن يبدأ التتر بمطلع للأغنية الدينية لكوكب الشرق «برضاك يا خالقي»، ثم موسيقى للراحل عمار الشريعي، ويتواصل التتر بعرض لقطات من المسلسل. يتناول العمل الذي قامت ببطولته صابرين، رحلة سيدة الغناء العربي من قريتها فى مسلسل «أم كلثوم» عرض لأول مرة في رمضان 1999، واختار صناع العمل أن يبدأ التتر بمطلع للأغنية الدينية لكوكب الشرق «برضاك يا خالقي»، ثم موسيقى للراحل عمار الشريعي، ويتواصل التتر بعرض لقطات من المسلسل. يتناول العمل الذي قامت ببطولته صابرين، رحلة سيدة الغناء العربي من قريتها فى السنبلاوين مع الأناشيد الدينية وصولًا إلى استقرارها فى القاهرة وكفاحها لإثبات ذاتها، ولم يغفل المسلسل قصص الحب التي عاشتها أم كلثوم والأزمات التي واجهتها وأعداءها، تلك التوليفة التي رصدها عبد الرحمن فى كتابُه وقدمتها المخرجة إنعام محمد علي فى قصة شيقة مصورة. نال العمل نجاحا كبيرا، والتف حولُه المشاهدون، حيث يعتبر من أفضل أعمال السير الذاتية التي قدمت حتى الآن، وما لا يعرفه البعض أن أم كلثوم قبل رحيلها رفضت تماما فكرة تقديم قصة حياتها فى عمل فني، حينما عرضت عليها الفكرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وكلف وقتها الكاتب سعد الدين وهبة بعمل فيلم عنها، حيث قالت: «بعد رحيلي اكتبوا ما تريدون، أما الآن فلا» -وهذا وفقًا لما كتبُه الناقد طارق الشناوي فى أحد مقالاته-، (قد يهمك أيضا| 5 فنانين رفضوا تقديم سيرتهم الذاتية). وسبق خروج مسلسل «أم كلثوم» إلى النور، هجوم من قبل الورثة، الذين رفعوا دعوى قضائية يطالبون فيها بمنع عرضه، لكن هذا الموقف تغير تمامًا بعد مرور الأسبوع الأول من المسلسل، خاصة بعد أن حظى بنسبة مشاهدة عالية ولم يعد على ألسنة الجمهور فى الشارع سوى المسلسل، ما جعل العائلة تتراجع فى موقفها وتوافق على قبول الصلح مع أسرة المسلسل. كانت الفنانة التي ستجسد دور أم كلثوم فى المسلسل نقطة فاصلة في تحديد نجاح أو فشل العمل، فتقول المخرجة إنعام محمد علي، إن عملية البحث عن الشخصية الأقدر بهذا الدور استمرت نحو عام كامل، حيث كان هناك خلافات كبيرة على من سيجسد أم كلثوم؟ وكانت كلما تحكي للمقربين منها عن أنها ستقدم عملا فنيا يجسد أم كلثوم، يتم تحذيرها خشية من الفشل، لكنها أصرت عليه، وظلت تبحث عن فنانة تتوافر فيها شروط محددة وهي: «عفوية، سمراء، مليحة، ولديها فكرة عن فن الغناء».. ليقع اختياره في النهاية على صابرين. المخرجة إنعام محمد علي، أخفت خبر اختيارها ل(صابرين) شهرين عن الصحافة خوفًا من الهجوم، كما صرحت في لقاء سابق، خاصة أن صابرين كانت فى «عز شبابها»، ولم تقدم شخصيات مماثلة ل«أم كلثوم»، وقد اضطرت بعد ذلك للكشف عن اختيارها؛ حيث كانت تبحث عن طفلة تجسد كوكب الشرق فى مرحلة الطفولة. وحين تم إعلان أن صابرين من ستؤدى «أم كلثوم»، هوجمت بشكل كبير فى الصحافة، واتصل رئيس الإذاعة والتليفزيون في ذلك الوقت بالمخرج يحيى العلمي، لينقل هو إلى إنعام عتبه على اختيار صابرين، لكن «العلمي» نصحها بأن تتحمل مسئولية اختيارها، ولا تركز فى الهجوم. ما لا يعلمه البعض أن صابرين لم تكن المرشحة الأولى لشخصية أم كلثوم، فسبقتها الفنانة نجلاء فتحي التي اعتذرت، وأيضًا الفنانتان إلهام شاهين ونبيلة عبيد، اللتان وقعتا في خلاف كبير على هذا الدور، استمر نحو عام كامل، حيث غضبت إلهام بشدة بعد أن سمعت أنباء حول ترشيح نبيلة للدور، وقبولها به، لكن الحقيقة أن الدور ذهب إلى صابرين، التي حققت فيه نجاحا كبيرا لم يتوقعه أحد. وحكت صابرين فى وقت سابق أنها قبل المسلسل لم تكن من محبي كوكب الشرق، واستغربت بشدة عرض الدور عليها، لكنها قبلته على الفور، فهي فرصة لن تتكرر، وسيكتب التاريخ اسمها، وحصلت صابرين على 3 آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة، وشهرة ونجومية لم تقدر بمال، أما الطفلتان اللتان قدمتا مراحل أم كلثوم المختلفة، فأصبحتا من الفنانين المشاهير، وهما سهر الصايغ وريهام عبد الحكيم. وضم المسلسل كوكبة من النجوم، وهم أحمد راتب، وكمال أبو رية، وحسن حسني، وسميرة عبد العزيز، وعبد العزيز مخيون، ورشوان توفيق، وإسماعيل محمود، وسعيد عبد الغني، وعزت أبو عوف، وماجدة الخطيب وغيرهم من النجوم، ولم يكن هذا النجاح الكبير متوقعا من قبل أسرة المسلسل، التي فوجئت بأن الجمهور فى الوطن العربي ليس لديه سيرة سوى مسلسل «أم كلثوم» الذي يؤخذ عليه أنه قدمها كأسطورة فنية واكتفى بعرض الجزء الإيجابي فقط فى حياتها ولم يتطرق إلى الجوانب الخفية، مثلما شاهدنا فى مسلسل «أسمهان» الذى حكى بموضوعية شديدة قصة حياتها. وفى النهاية.. يبقى مسلسل «أم كلثوم» من أفضل ما قدم عن حياة كوكب الشرق التي كان الجميع يتهافت على حضور حفلاتها.