يولد الطفل كائنًا صغيرًا لا يستطيع الكلام أو شرح ما يريد أو يشعر به، ورغم هذا الصمت الظاهر، إذ أن الرضع يتكلم بلغة تواصل خفية، غير مرئية لا تسمع بالأذن بل تفهم بالنظر وبالقلب، وتظل لفترة قوية وفاعلة، إنها اللغة التي تصنع الثقة، والطمأنينة، والشعور بالأمان. اقرأ أيضًا | يشمل لبن السرسوب.. أهمية الرضاعة الطبيعية وأفضل وضعية للأم والطفل تقول الدكتورة أمل عبد العظيم أستاذة طب نفس الطفل، في رحلة داخل عالم التواصل غير المرئي لدى الأطفال الرضع، وتكشف كيف يتواصل الرضع بطريقة غير مرئية ليعبروا عن مشاعرهم ورغباتهم بطرق قد لا ننتبه لها، لكنها موجودة وتعمل طوال الوقت، لغة لا ترى ولكن تحس الكلام هو الوسيلة الأساسية للتواصل، بينما يثبت الرضيع شكلاً آخر من اللغة لا تحتاج إلى كلمات، ولا إلى جمل طويلة. وتؤكد دكتورة أمل، الرضيع لا يحتاج أن يقول أحبك يا أمي بالكلمات، بل يقولها بعينيه، بصوته، بجسده، وبالطمأنينة التي يشعر بها بين يديك، لغة العيون.. التواصل من النظرة الأولى منذ الأيام الأولى بعد الولادة، يبدأ الرضيع التواصل البصري من النظرة الأولى، نجده يستخدم عينيه للتواصل، وقد تظنين أن نظرته عشوائية أو بلا معنى، لكن الدراسات السلوكية تؤكد أن نظرات الطفل هي أول جسر يربطه بأمه وبالعالم من حوله. وأشارت دكتورة أمل، الرضيع يتتبع وجه أمه كما لو أنه يقرأ ملامحها كلمة، عندما تنظر إليه الأم خلال الرضاعة أو أثناء حمله، وهذا التواصل البصري يرسل للرضيع رسالة عميقة: أنا معك، وأنت بأمان. اقرأ أيضًا | «طفلك يبكي» | اعرفي علامات تدل على مغص طفلك أصوات الرضيع حديث بلا كلام قبل أن يقول الطفل كلمة "ماما"، يكون قد قال الكثير بوسائل أخرى، الأصوات التي يصدرها الرضيع ليست عشوائية، بل هي شكل من أشكال التواصل الحقيقي. البكاء لغة الرضع الأولى البكاء هو وسيلة الرضيع الأساسية لإخبارك أنه يحتاج شيئاً كالجوع، ومع الوقت تبدأ الأم في التمييز بين أنواع البكاء المختلفة، وكأنها لغة كاملة تتعلم مفرداتها تدريجياً. المناغاة عندما يبدأ الطفل بالمناغاة بابا.. ماما.. غاغا، فهو لا يحاول تقليد الكلمات فقط، بل يبني عضلات الكلام والتواصل، ويكتشف موسيقى صوته الخاص، الأصوات في حياة الرضيع ليست مجرّد ضجيج صغير لطيف، بل هي حجر الأساس في بناء ذكائه اللغوي والتواصلي. لغة الجسد رسائل تقول الكثير الرضيع يتكلم بجسده أيضاً صوت الهدهدة عادة يبدأ هذا الصوت في الأسابيع الأولى، وهو أول شكل من أشكال المحادثة مع الأم، عندما يهدل الطفل ويصدر أصواتاً خفيفة كأنها أغنيات صغيرة، فإنه يقول: أنا سعيد، أنا مرتاح، أريد أن أتواصل.