«الفزعة» عند أهل المجتمعات البدوية بصحراء مصر الغربية تقليد أصيل فى ثقافة أبناء القبائل، تتمثل فى التكاتف والوقوف بجانب بعضهم البعض فى وقت الشدة والأزمات، وتعد سلوكا يعبر عن النخوة والكرم والشهامة العربية الأصيلة، واستجابة فورية لطلب المساعدة دون الحاجة لمعرفة التفاصيل، وتتجلى فى مواقف مثل الحوادث أو الظروف الطارئة. اقر أ أيضًا | مغامرات في قلب الصحراء| أهل البادية يعرفون أسرار القمم والوديان.. ودليل للضيوف بمغامراتهم والفعل «يفزع» فى اللغة العربية له عدة معان منها يهب وينتبه ويهرع لنجدة الآخرين، ومنها جاءت لفظة «الفزعة».. ويقال فَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ أى هَبَّ واِنْتَبَهَ، فَزِعَ إِلَيْهِ أى لَجَأَ إِلَيْهِ، وفَزِعَ أَهْلَهُ أى أَغَاثَهُمْ ونَصَرَهُمْ. ظهرت فزعة أبناء القبائل البدوية فى مطروح متكررة، وكان آخرها روح الفزعة بحادث القطار بمنطقة فوكة شرق مدينة مرسى مطروح فى شهر يوليو الماضى، حيث سارع الأهالى لتقديم المساعدات للمصابين وتوزيع المياه ونقل الجرحى منهم الى المستشفيات القريبة بالطريق الساحلى بسياراتهم الخاصة فور الحادث. ومنها اللفتة الإنسانية التى أطلقها شباب البادية بمدن الحمام والضبعة والعلمين وسيدى عبدالرحمن بالطريق الساحلى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان «بيوتنا مفتوحة»، وتم نشر أرقام تليفوناتهم، حيث لاقت المبادرة استجابة سريعة من شباب البادية والخروج إلى الطريق الساحلى لاستضافة الأسر العالقة، بعد غلق الطريق الساحلى الدولى بسبب الشبورة الكثيفة التى غطت الطرق، واستجاب مسافرون عالقون على طريق مطروح الإسكندرية الساحلى لنداء الكرم الذى أطلقه أهالى مطروح. وأكد الأهالى من القبائل البدوية المنتشرة بالساحل الشمالى الغربى أن استجابة المسافرين للنداء تؤكد أصالة المبادرة وتؤكد معدن الإنسان المصرى الأصيل. وتتكرر مواقف «الفزعة» العربية البدوية الأصيلة فى العديد من حالات الطوارئ سواء التى يمر بها الأهالى من سكان البادية والقرى المجاورة مثل السيول والزلازل وغيرها، أو تلك التى يمر بها الضيوف والسائحون مثل حالات الاختفاء أو التيه فى الصحارى والبادية، وتطلق على الفور «نداءات الفزعة» للنجدة وسرعة المساعدة من الأهالى رجالا وشبابا.