هناك اتجاه قوى من الحكومة لاستبدال التوك توك بوسيلة نقل جديدة تُسمّى «كيوت»، وهى سيارة صغيرة تعمل بوسائل الطاقة الحديثة، وتتمتع بأنظمة أمان ومظهر أفضل بكثير من التوك توك، التجربة ما زالت فى بدايتها، وتدرس بعض المحافظات تطبيقها لتكون بديلاً لوسيلة نقل - من وجهة نظرى - هى الأسوأ فى تاريخ مصر. يرى البعض أن التوك توك أصبح يمثل مصدر دخل حقيقى لملايين الأسر المصرية، وأنه وسيلة لخلق فرص عمل ويحتاج فقط إلى التقنين، لكن الحقيقة أن التوك توك حرم السوق من نحو 5 ملايين مهنى كانوا يسعون إلى تعلم حرف تخدم المجتمع، إلا أن سهولة الحصول على الأموال من قيادة التوك توك جعلتهم يتركون سوق العمل ويتجهون إلى هذه الظاهرة. لا توجد وسيلة نقل فى العالم بلا ضوابط أو هوية، وقد يكون التوك توك هو الوسيلة الوحيدة التى تسير فى الشوارع دون لوحات أو رخصة قيادة، مما يجعل الوصول إلى سائقه عند ارتكاب أى مخالفة أمرًا فى غاية الصعوبة. أما مركبة «كيوت» التى ستكون بديلاً للتوك توك، فسيتم التعامل معها كسيارة لها لوحات وسجل مروري، ويلتزم قائدها بحمل التراخيص اللازمة، كما ستكون لها أماكن محددة للتحرك داخل الأحياء، وإذا نجحت هذه التجربة، فستقضى على ظاهرة فوضى التوك توك الذى أصبح يسير فى الشوارع الرئيسية وعلى الطرق السريعة بلا أى ضوابط. وسائل النقل فى مصر شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، ولا يصح أن تكون دولة تمتلك المونوريل والقطار الكهربائى والسكك الحديدية الحديثة والمترو والأتوبيس الترددي، وفى الوقت نفسه يتصدر التوك توك مشهد التنقل داخل المدن. عملية الإحلال قد تواجه بعض الصعوبات، لكنها القرار الأفضل لأنها ستعيد الانضباط لحركة المرور وتقضى على عشوائية التوك توك، وهنا نعمل على تقنين الوضع ومنع الأطفال من قيادة المركبات، وقد يعود بعض السائقين إلى سوق العمل من جديد، وتنضبط منظومة النقل من خلال المركبة «كيوت» التى ستكون صناعة مصرية خالصة، مما يضمن توافر قطع الغيار ومراكز الصيانة والخدمة، ففشل التجربة سيجعل التعامل مع التوك توك كأمر واقع، ووقتها لن نستطيع استبدال المنظومة. لا أريد أن تكون القرارات مجرد منع للتوك توك دون توفير وسيلة أخرى أكثر أمانًا وانضباطًا، بل المطلوب هو تحسين الوضع ليتناسب مع رؤية وفكر الجمهورية الجديدة التى تسعى إلى القضاء على كل مظاهر العشوائية، والتوك توك من أبرز تلك المظاهر، واستبداله أصبح أمرًا حتميًا لحماية الجميع، ووضع نظام جديد للمركبات الصغيرة يضمن استمرارها فى العمل ويضمن للمواطن الأمان والتعامل مع وسائل نقل شرعية. ننتظر بدء التجربة لتقييمها، وعلى الجميع مساندة الفكرة لأنها فى النهاية تصب فى صالح الجميع، بمن فيهم منَ يقودون التوك توك. وتحيا مصر.