الموسيقار عمر خيرت يمثل بالنسبة لى أكثر من مجرد اسم فى عالم الموسيقى، فهو قيمة فنية عظيمة، وموسيقاه الرائعة ترجمة صادقة لعمق الروح المصرية. لقد نجح خيرت بشكل غير اعتيادى فى أن يمكن الجمهور من الاستمتاع بموسيقاه الخالصة دون الحاجة إلى الكلمات، مقدمًا قوالب موسيقية متقنة ومدروسة بعناية، مما أسهم فى مرحلة تطوير الفن المصرى وإثراء المشهد الموسيقى فى البلاد. نجاح خيرت لم يقتصر على الإبداع الموسيقى وحده، بل امتد إلى قدرته على مخاطبة جميع شرائح المجتمع المصرى، وإحداث تأثير واضح فى وجدان المستمعين. فقد كانت مقطوعاته جزءًا من الحياة اليومية للناس، خاصة فى عالم السينما والموسيقى التصويرية، وأثبت أن الموسيقى الخالصة قادرة على بناء علاقة قوية مع الجمهور وكسب محبته ودعمه المستمر. تميز خيرت بقدرته على مخاطبة جميع شرائح المجتمع المصرى، وتأثيره على المستمعين من مختلف الأعمار، وخصوصًا الشباب الذين تعرفوا على الأوركسترا والموسيقى السيمفونية الخالصة لأول مرة، رغم أن الذائقة الشعبية كانت تقليديًا تميل إلى الكلمات والمعانى فى الأغانى. هذا النجاح يعكس مدى تميز موسيقاه، وقدرته على كسر القوالب المألوفة وإتاحة تجربة موسيقية أصيلة لكل مستمع. وما يميز عمر خيرت ليس فقط موسيقاه، بل شخصيته النبيلة وطيبة قلبه، وهى صفات تنعكس بوضوح فى أعماله، فتبدو كل مقطوعة وكأنها تحمل إحساسه وصدق مشاعره. تمركزت معظم حفلات عمر خيرت داخل دار الأوبرا المصرية، التى أصبحت بمثابة منزله الفنى، حيث أضفت الحفلات داخل الأوبرا رونقًا خاصًا، وميزت موسيقاه عن أى عروض خارج مصر أو خارج نطاق الأوركسترا.