كان اختيار الموسيقار الكبير عمر خيرت ليختتم حفلات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء هو أفضل ختام للمهرجان العريق، فقد شهد حفله جمهورًا غفيرًا من مختلف الفئات شبابا وكبارا وأطفالا وعائلات جاءوا ليستمعوا إلى موسيقاه الخالصة ويستمتعوا بسحر الموسيقى فى الأجواء التاريخية التى تحيط بهم فى مسرح محكى القلعة وسط نسمات صيفية تداعبهم فى الهواء الطلق. وشهدت قلعة صلاح الدين التى تحتضن المهرجان زحاماً معتادا من جمهور عمر خيرت وبذل المنظمون ورجال الأمن جهودًا واضحة فى استيعاب هذا العدد الكبير، وقد علقت لافتة «كامل العدد» قبل أيام من موعد الحفل، ولم يكن الجمهور الذى استطاع أن يحجز مكاناً بالحفل هو فقط من حضر، فقد تابعه ملايين المصريين عبر قناة «الحياة» التى بثته على الهواء فتحول إلى حفل مهم فى أمسية جميلة تابعها الناس بشغف كبير. ما الذى فعله الموسيقار الكبير حتى يغير ذائقة الناس ويشيع البهجة بينهم من خلال موسيقى راقية بعيدًا عن أغانى المهرجانات التى استحوذت على اهتمام شرائح عديدة بالمجتمع، لقد قدم عمر خيرت موسيقى تعبرعنهم، فتفاعلوا معها وصفقوا لها وترقبوا حفلاته ليحجزوا مكانا لهم. وعزف الموسيقار الكبير بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة وقيادة المايسترو ناير ناجى أشهر مقطوعاته التى تعد من العلامات البارزة فى الموسيقى ومنها العاصفة، خلى بالك من عقلك، عارفة، 100 سنة سينما، زى الهوا، الداعية التى أفسح فيها المجال للعازفة أميرة أحمد لتقدم عزفًا منفردًا على الكمان، وموسيقى أعماله الدرامية مثل صابر ياعم صابر، البخيل وأنا، واختتمها بموسيقى أغنية «والله ما طلعت شمس ولاغربت» التى كتبها الحسين بن منصور الحلاج، أحد شعراء العصر العباسى، ومعها «فيها حاجة حلوة» التى أخذ الجمهور يردد كلماتها وأعادها خيرت بناء على طلبهم. ويواصل مهرجان القلعة منذ أسسه وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى عام 1993 نجاحاته كمهرجان للناس البسطاء من مختلف الطبقات ممن لا يرتادون حفلات الأوبرا لتذهب الأوبرا بفنونها وفنانيها إليهم بسعر تذكرة يظل زهيدًا حتى يتاح حضورها لكل الناس. لقد نجح مهرجان القلعة فى تحقيق رسالته وجذب الجمهور للفن الراقى عبر 14 يومًا من الغناء الجميل وكبار نجوم الطرب الأصيل بتنظيم من دار الأوبرا المصرية ووزارتى الثقافة والسياحة.