■ بقلم: إسلام الكتاتني ◄ أكذوبة الفراعنة «الكفار» وبعد أن رسم المصريون على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية لوحة فريدة بعد افتتاح متحفهم الكبير حين احتشدوا احتشادهم الرائع منذ افتتاح متحفهم يوم الرابع من نوفمبر الحالي، يوم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، إذا بعض الحركات الصبيانية المصطنعة والتي اعتدناها بغرض إفساد هذا المشهد العظيم، يخرج أحدهم علينا بتلاوة آيات من القرآن الكريم متصوراً نفسه فى جوف الكعبة المحاطة بالأصنام وكأنه أحد أصحاب النبي () يتلو آيات من الذكر الحكيم على أسماع الكافرين، لهدايتهم إلى الإسلام!! وكأننا نشاهد فيلم (الشيماء أخت الرسول أو فيلم الرسالة... إلخ. ليوصل هذه الرسالة للشعب المصرى وكأننا أمام نفس ذات المشهد طبق الأصل، ليروج لتلك الفكرة وهى أن زيارة المصريين لمتحفهم ومشاهدة آثارهم العظيمة لأجدادهم كأنما هو طواف حول الأصنام يتبرك بها المصريون بل ويؤلهون تلك التماثيل (أي الأصنام) فى عرف هؤلاء المراهقين والمرجفين في المدينة، هذا المشهد البائس الذى حاول أن يصنعه هذا المراهق ذكرنا بمشهد آخر، حين رفع أحدهم الأذان فى (البرلمان السيرك)، سيرك الإخوان برلمان الإخوان 2012. هذه الحركات الصبيانية التي يحاول المرجفون في المدينة وأدعياء التدين وتجار الدين إعادة إنتاجها من جديد لمحاولة إحداث شرخ في اللحمة الوطنية المصرية والنسيج الاجتماعى المتماسك الذى رفض كل هذه الدعوات المسمومة والخبيثة والبعيدة كل البعد عن الإسلام الوسطى المعتدل والذي يتسم به المصريون، وفى نفس ذات السياق نجد أحد الأصوات المتسلفة تخرج علينا محذرة المصريين من أن زيارتهم للمتحف ستدخلهم في أتون الفتن وواصفاً آثارهم الخالدة ب(الأصنام)!! وأنها آثار فرعون!!! أى سخف هذا؟؟ وأى طريقة هذه في التفكير والتى أقل ما توصف به أنها طريقة سطحية وساذجة في فهم التاريخ واختزال الحضارة المصرية القديمة فى فرعون!! والتى امتدت لأكثر من سبعة آلاف عام بل وأكثر من ذلك بكثير. كما أكد العديد من الأبحاث العلمية الرصينة على قدم هذه الحضارة العريقة لأكثر من هذا التاريخ. كما حاول البعض أيضاً ترويج فكرة مفادها أن المصريين القدماء كانوا فراعنة أي (كفار) ويعبدون الأصنام وهذا منافٍ لحقائق التاريخ، فدراسات عديدة وكثيرة تنفى تماماً هذه الأكذوبة عن المصريين القدماء وتؤكد أنهم كانوا موحدين بالله ويؤمنون بالبعث والحساب والجزاء واليوم الآخر. وكان القلب هو معيار الصلاح عندهم وكانوا يزنونه بريشة (ماعت) فإذا خف القلب فاز ودخل الجنة وإذا ثقل خسر ودخل النار.. وهذا يطابق ما جاء فى القرآن الكريم (إلا من أتى الله بقلب سليم). ولاحظ معى أيها القارئ الكريم التشابه الكبير بين (أوزوريس) ونبى الله (إدريس) وبين (آتوم) وبين (آدم) أبو البشر.. وبين (نووه) ونبى الله (نوح) هل هذا التشابه من قبيل الصدفة!! نستكمل الجزء الرابع والأخير عزيزى القارئ فى الحلقة القادمة بإذن الله.