العديد من الجهود العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة بذلت ولا تزال تبذل لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وتجاوز الخلافات والانقسامات الطافية على السطح الفلسطينى، والوصول إلى وحدة الموقف ووحدة الصف بين الفصائل الفلسطينية المختلفة والمتعددة. والواقع العربى والفلسطينى يؤكدان الضرورة القومية والوطنية،..، للسعى الجاد والفاعل للخروج من حالة التشرذم والانقسام السائدة على الساحة الفلسطينية حالياً ومنذ فترة ليست بالوجيزة، والتوافق الصادق والأمين على كلمة سواء وموقف موحد وقوى فى مواجهة التحديات الخطيرة والمصيرية التى تفرض وجودها على الشعب الفلسطينى كله. وفى يقينى أنه لا يوجد أدنى شك فى الاقتناع التام لدى الشعب الفلسطينى بكامله، فى الضفة وغزة والقدس ورام الله وكل الأراضى المحتلة، بأن الضرورة والواجب الوطنى والقومى يفرضان على كل قادة وزعماء الفصائل الفلسطينية، الادراك الواعى لأهمية وحتمية السعى الجاد والعاجل لتحقيق الوحدة بين كل القوى الوطنية الفلسطينية، ونبذ الخلافات والانقسامات القائمة بينهم. ودون مبالغة نستطيع القول بوجود إدراك شامل لدى عموم الشعب الفلسطينى بضرورة التحرك الآن وليس غدا، والعمل بكل الجدية والصدق من جانب كل الفصائل لتوحيد الكلمة والموقف والهدف والوقوف صفاً واحداً، تحت راية واحدة تمثل الإرادة الفلسطينية للشعب الفلسطينى كله. وفى تقديرى أن كل فلسطينى وكل مصرى وعربى كان، ولا يزال، يأمل أن تدرك قيادات الفصائل الفلسطينية خطورة الانقسام والخلافات، وخطورة التفريط فى أى فرصة متاحة لإنهاء الانقسامات وتحقيق المصالحة الشاملة ورأب الصدع الفلسطينى. وأحسب أن على هذه القيادات التنبه إلى خطورة استمرار حالة التشرذم والفرقة والخلاف السائدة بين الفصائل حاليا، وما تمثله من ضعف للموقف الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال وممارساته العدوانية وسعيه الدائم للتغول على الحق الفلسطينى. وعلى الجميع أن يدرك أن حل الخلافات وتوحيد الصف هو الطريق الصحيح لتحقيق المصلحة الفلسطينية، والوصول إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، سعياً للوصول إلى الحلم الفلسطينى فى دولة مستقلة وذات سيادة على أرضه المحتلة فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية، فى إطار حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل الذى نسعى إليه جميعاً.