فى ظل التطورات الجسيمة والمتغيرات المتسارعة التى جرت وتجرى على الساحة الإقليمية عربياً وفلسطينياً خلال الآونة الأخيرة، والمبادرات والأطروحات والصيغ المتداولة للوصول إلى توافق يضع نهاية للحرب اللاإنسانية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى حالياً،..، بات واضحاً ضرورة وجود موقف فلسطينى موحد وقوى وفعال ساعيا بكل الإخلاص والجدية لتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطينى وعلى رأسها حقه فى دولته المستقلة على ترابه الوطنى. وفى يقينى أنه لا يوجد شك فى الاقتناع التام لدى الشعب الفلسطينى بكامله، فى الضفة وغزة والقدس وكل الأراضى المحتلة، بأن الضرورة والواجب الوطنى والقومى يفرضان على كل قادة وزعماء الفصائل الفلسطينية، الادراك الواعى بأهمية بل وحتمية السعى الجاد والعاجل لتحقيق وحدة كل القوى الوطنية الفلسطينية ونبذ الخلافات والانقسامات. وعلى الكل أن يدرك ضرورة التحرك الآن وليس غداً، والعمل بكل جدية وصدق وأمانة وصولا لتوحيد الكلمة والموقف والهدف، وتوحيد الصف الفلسطينى كله تحت راية واحدة وسلطة واحدة تمثل الإرادة الفلسطينية للشعب الفلسطينى كله. وفى يقينى أن كل فلسطينى وكل مصرى وكل عربى كان ولا يزال يأمل أن تدرك قيادات الفصائل الفلسطينية خطورة الانقسام والخلافات، وخطورة التفريط فى أى فرصة متاحة لإنهاء الانقسامات وتحقيق المصالحة الشاملة، ووقف التصدع والفرقة على الجانب الفلسطينى. كما يتمنى الكل أن يدرك جميع الزعامات الفلسطينية للفصائل خطورة استمرار الفرقة، وما تمثله من ضعف للموقف الفلسطينى العام فى مواجهة الاحتلال وممارساته العدوانية وسعيه الدائم للتغول على الحق الفلسطينى. وأحسب أن على هذه الزعامات التنبه إلى ضرورة التحرك العاجل للم الشمل ووحدة الصف والموقف، استجابة للطموحات والآمال المتعاظمة للشعب الفلسطينى وحقه فى التحرر وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة. وعلى الجميع أن يدرك أن ذلك هو الطريق الصحيح لتحقيق المصلحة الفلسطينية، والوصول إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، حتى يمكن تحويل الحلم الفلسطينى فى الدولة المستقلة ذات السيادة إلى واقع على الأرض، طبقا لحدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية، فى إطار حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل والعادل الذى نسعى إليه جميعاً.