النجاح لم ولن يتحقق بالصدفة، ولكنه نتاج عمل صادق يُبذَل فيه الجهد والعرق للوصول إلى الهدف، ورغم الأزمات الاقتصادية التى مرّت بها الدولة المصرية لسنوات، إلا أن التخطيط السليم، والصبر، والعمل، والقدرة على مواجهة التحديات جعلتنا ننتقل من خانة الأزمة إلى خانة التعافى، وهو ما أظهرته الأرقام الأخيرة لأداء الاقتصاد المصرى. ولأول مرة فى التاريخ يقفز الاحتياطى الأجنبى للدولة إلى أكثر من 50 مليار دولار، ولأول مرة يصل حجم الصادرات إلى أكثر من 40 مليار دولار خلال تسعة أشهر، وبزيادة تقترب من 20٪، عن العام الماضى، ولأول مرة تتخطى معدلات الموسم السياحى أكثر من 17 مليون زائر. هذه الأرقام تؤكد أننا نتحرك إلى الأمام، ولكن هذه المرة بفكر وتخطيط سليم، بعيداً عن الصدف التى تحقق القفزات لمرات معدودة. نعم، كلنا تحمّلنا فاتورة الإصلاح، والجميع ساهم فى تحقيق هذه الأرقام، ولكن علينا أن نعترف بأن هناك قيادة للدولة لديها رؤية وتخطيط وهدف، والنتائج الإيجابية حتماً سنستفيد منها جميعاً. لكن هناك نقطة هامة يجب التوقف عندها، وهى أن تحقيق النجاح صعب، ولكن الحفاظ عليه أصعب بكثير. علينا أن ننظر نظرة أمل وتفاؤل، وأن نفتخر بما تحققه الدولة المصرية، لأننا فى النهاية تعاملنا مع كل المتغيرات والأزمات والاضطرابات التى تحيط بنا بوطنية وقوة وصمود، لنحافظ على بلدنا ونُبقيها دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات، بفضل قائدها وشعبها العظيم الذى قبل التحدى ورفض الانصياع لأفكار الهدم والخراب التى يتبناها أهل الشر. المرحلة القادمة تتطلب جذب المزيد من الاستثمارات لنضمن تدفق الأموال الخارجية، ونضمن أيضاً إنشاء المصانع الجديدة لنستطيع زيادة الصادرات، وتوفير فرص عمل للشباب، واستكمال خطط البناء والتطوير التى أبهرت العالم. الجميع يرى مصر الآن دولة مستقرة وقوية تعمل بكل جهدها لترسيخ فكر وشكل وكلمة «الجمهورية الجديدة» التى تعبر بصدق وواقعية عن تاريخ وعراقة الشعب المصرى العظيم. بالعمل والجهد والفهم فقط نستطيع استكمال مشوار البناء والتقدم، ونستطيع أن نساهم جميعاً فى تحسين أوضاع المعيشة، لأننا أصبحنا ننتج بأيدينا، ونعتمد على أنفسنا، ولدينا القدرة على تحقيق الأهداف بسواعدنا. المشوار ما زال طويلاً، لكننا «بفضل الله» نسير فى الطريق الصحيح، وعندما نصل إلى نهايته سنفتخر جميعاً بما تحقق من إنجازات لنا وللأجيال القادمة. وتحيا مصر .