أتابع باهتمام موضوعين يشغلان الرأى العام وساحات السوشيال، وأراهما نذير خطر لتسلل وتحكم بعض الأفكار البالية بمجتمعنا. أولهما أزمة يحيى أبوالفتوح نائب رئيس البنك الأهلى وجماهير النادى الأهلى، لمداعبة الرجل الزملكاوى تجاه الأهلى وجماهيره، مداعبة تتكرر يوميا آلاف المرات بين جماهير الناديين، لكنها مع أبو الفتوح استفحلت لدرجة تقديم مسئولى النادى شكوى ضده لجهات حكومية، وكأن مداعبة أبوالفتوح جديدة عليهم وكأنهم لا يواجهون تعليقات أكثر حدة من أصدقائهم ويردون بإبتسامة وتعليقات مماثلة!! أنا أهلاوى عاشق للكيان، لكنى لم ولن أخسر صديقا بسبب الكرة ومداعباتها، بل أكثر ما يربطنى بالتشجيع تحفيلى على أصدقائى الزملكاوية وتحفيلهم ضدى وبالحالتين ممتع للغاية، وفيهما نستخدم مداعبات أكثر فجاجة من كلمات أبوالفتوح، إننى أرى التشجيع بتحفيله وسيلة للترابط وليس التباعد المجتمعى. لقد سألت بعض أصدقائى الأهلاوية بالبنك الأهلى قريبين من الرجل فأسهبوا فى وصف كفاءته المصرفية وخلقه وقربه منهم مؤكدين أنهم يوجّهون له تحفيلا كرويا لاذعا ويتقبله مبتسما، متخوفين من أى مردود يحرمهم من تواجد الرجل بينهم، والأدهى دعوات البعض لموقف جماهيرى تجاه البنك الأهلى، هل يعقل هذا؟ تحفيل رياضى عادى يهدد بإبعاد كفاءة مصرفية كبيرة وينال من أكبر بنك وطنى بمصر، استقيموا يرحمكم الله وضعوا الأمور بنصابها. الأمر الثانى الأخطر الهجوم على برنامج دولة التلاوة وقد توقعته بمقالى الأسبوع الماضى بعد نجاحه الكبير، لن أكرر أهمية البرنامج وقوته، لكن أتوقف عند دعوة البعض لتغيير مقدمته آية عبد الرحمن بمذيع رجل مع هرتلة ضدها، ومكمن الخطورة بتوغل الدعوات الظلامية ضد المرأة، وكذلك كشف الحقد الدفين تجاه برنامج دينى نجح وكشف الصورة الحقيقية للشعب المصرى وتدينه الوسطى وتربعه على عرش التلاوة والتفسير. وآية عبد الرحمن اعتبرها نموذجا أيقونيا للمرأة المصرية، تجسد حشمتها وتدينها ومثابرتها، ورفضها أية إغراءات على حساب أسرتها وتدينها وقيمها، أثبتت آية قدرة المرأة المحجبة - وهى غالبية نسائنا- أن تنجح وتبدع بأى عمل، وعلى من يهاجمها بحجة إثارتها للغرائز فى تنطع دينى أن يسارع لطبيب نفسى، أو جراح يعدل موضع التفكير لديه من الجزء السفلى لمكانه الطبيعى بقمة الرجل وعقله! .