سهرت مع نهائى البطولة اللاتينية بين لانوس الأرجنتينى وأتليتكو مينوز البرازيلي.. ومبدئيا استغربت لغياب الفرق الكبيرة مثل بوكا وريفر بلات وفلامينجو وسانتوس.. لكن فى نهاية الامر كان لابد من المشاهدة ومغالبة النوم ودواعى الاستيقاظ المبكر ارتباطا بالعمل، فعلا استمتعت إلا أن المتعة الكبرى كانت فى مشاعر ما بعد المباراة، حيث لعبت الركلات الترجيحية الحاسمة بالقلوب والمشاعر، واستمتع معى المخرج العبقرى وهو يقدم لنا فيض المشاعر لدرجة أن الجمهور كله فى الملعب بلا استثناء بكى.. بكاء جماعيا أظن لم يسلم منه شعبا البلدين.. لقد زرت من قبل الارجنتين والبرازيل لأيام طويلة وتيقنت أن الكرة هناك لا يمكن مقارنتها بدول أخرى.. القلوب هناك هى التى تلعب، ولذلك كثيرا ما كنت أقول إن عقل كرة القدم فى اوروبا وقلبها فى امريكا اللاتينية.. أما الكرة فى الدول الأخرى فهى تتأرجح لتتشابه من بعيد مع الجسد الحقيقى للعبة.. هى فى العالم الكروى الثالث يمكن تشبيهها بالأجهزة المساعدة للقلب والعقل.. المعدة والقولون والطحال والمرارة وغيرها من طواحين المأكل والمشرب.. وفى النهاية كرة القدم ليست لعبة بل هى فن القدرة على الحياة وسط أصعب التناقضات.