ولادة بصورة مذهلة، وخصوبتها الهائلة تفوق حدود الإمكان البشرى فى التصور والاحاطة، فبلادنا الحبيبة العريقة الولود، أهدت إلى المسيرة الإنسانية ما يستعصى على الحصر من الأفذاذ، والنوابغ فى شتى الأزمنة، وفى عصرنا الحديث أهدت مصرنا إلى محيطها وإلى العالم آلاف النجباء فى شتى الميادين، والتخصصات، ولأن معرض القاهرة الدولى للكتاب هو أحد أهم الملامح فى وجه الثقافة العربية، بل الأهم على الإطلاق، فإن تقليد الشخصية المختارة المطلة من شرفته المرموقة الرائدة، يعد فرصة رائعة لتكريم الأفذاذ، والاحتفاء بالنوابغ، وتقدير العطاء المخلص، وإذا كان القائمون على تنظيم دورة 2026، اختاروا فى النسخة السابعة والخمسين أديبنا العالمى نجيب محفوظ، مما اثار جدلا ليس سببه بالطبع الاعتراض على مبدع بلادنا الاستثنائى، ولكن لأنه أكبر من أى تكريم موسمى، فهو يستحق أن نحتفل به طوال العام، وأن تكون ذكراه حاضرة دائما، أما معرضنا.. تلك النافذة المشرقة، والشرفة المرموقة فعليه أن يخطط جيدا للاحتفاء بأفذاذ مصر فى شتى المجالات، راحلين وأحياء، وأن يعلن معايير اختيار الشخصيات المحتفى بها، والأسباب الموضوعية المؤهلة للشخصية كى ترقى إلى مكانة نجم المعرض، ولأن الأسماء التى يمكن ترشيحها من الكثرة الهائلة، تضيق المساحة عن ذكر معظمها، أو بعضها، ولكن بالإمكان اقتراح أن يتسع المجال لأفذاذ الثقافة العلمية، ونوابغ المخترعين، وأذكر فقط العلامة على مصطفى مشرفة، أو كما عرف ب «اينشتاين العرب»، كمثال يوضح اقتراحى، ليكون هؤلاء إلى جانب أدبائنا اللامعين، ومفكرينا البارزين، وسائر أفذاذ مصر.