عبر هذه المساحة المتاحة دعوت مرارا إلى الاحتفاء بذكرى مبدعينا الأفذاذ، وعلمائنا النابهين، وتعريف الأجيال الصاعدة بعطائهم السخى المتفرد؛ لأن الانتماء الحقيقى كقيمة مثلى تواجه أعاصير الإنكار، والتشكيك، من أبواق عميلة مأجورة، يتطلب نماذج ساطعة ناصعة نجلوها أمام أجيالنا الواعدة كأدلة على تفوق بلادنا، وثراء، وخصوبة ترابها، فالأوطان التى أنجبت كل هؤلاء الأفذاذ الفارقين، والنابهين المتفردين في شتى الميادين، وفى مختلف حقول العلوم، والآداب، والفنون، جديرة بأن تبقى، ومستحقة للخلود موحدة متماسكة لا مقسمة كما يخطط المغرضون، وأدواتهم من الخوارج ،والمرتشين، وبالطبع حظى أديبنا العالمى نجيب محفوظ باهتمام ملحوظ، لأنه نموذج بالغ الدلالة، ذو عطاء مذهل مرموق، وقد رفضنا فى أكثر من مقال الأساليب العقيمة الهزيلة للاحتفاء بذكراه سواء المرتبطة بالميلاد، أو الرحيل، ووصفنا ما اعتادت عليه مؤسساتنا الثقافية القومية من احتفالات سد الخانات بأنها أنشطة عديمة الجدوى والتأثير، لا تحقق الغايات، وللأسف استمر هذا الأسلوب العقيم مع «محفوظ»، وغيره من النابهين حتى انطلق برنامج طموح رائع، للاحتفاء بأفذاذنا، احتضن فى إطاره احتفالية «محفوظ فى القلب»، حيث احتشدت مؤسساتنا الثقافية القومية لتسليط الأضواء على بصمات أديبنا العالمي، وملامح عطائه، ليس فقط عبر ندوات، ومؤتمرات ،وعروض لأفلام، ومسرحيات، وإنما أيضا من خلال إطلالات مشرقة في القطارات ،وعربات «المترو»، إضافة إلى الإصدارات والمطبوعات التذكارية، وهذا ما اقترحناه مرارا، فى «صدى الصوت»، وكما افتقدنا الأسلوب الأكثر تأثيرًا، وانتقدنا ذلك عبر هذه المساحة، وجدنا لزامًا علينا انتصارًا للموضوعية أن نحيى هذه البداية الموفقة على طريق الاحتفاء بالوجوه المضيئة سماء الوطن العريق.