منتشون بأصداء الانطلاق المذهل للمتحف القومى للحضارة المصرية، والتأثير الباهر للحدث المتفرد الذى لا يتكرر إلا مرات معدودة على مدى العقود المتعاقبة، وقد أثارت فينا إطلالات النجاح الفائق لحدث الافتتاح الذى صاحبه موكب المومياوات الذهبى كوامن شجون تتعلق بمتاحف الأدباء.. أفذاذ مصر من العقول الفارقة والمواهب المتميزة، خاصة وأننا تحدثنا كثيراً عن اعتبارهم إشارات لاكتمال الحضارات عبر هذه المساحة ، أو من خلال تحقيقات موسعة على هذه الصفحة المتخصصة، وعن أهمية المتاحف التى تخلد ذكرى أفذاذ مصر من المفكرين والأدباء، والمبدعين المنتمين إلى تراب هذا البلد العظيم من مختلف الأجيال، والذين استطاعوا أن يحفروا أسماءهم على الأذهان وفى الوجدان والصدور، وقد انطلقنا من مبدأ أن أفذاذنا هؤلاء ثروات قومية تزهو بهم البلاد تماماً كما تزدهى بعراقة أصلها، وتوغل حضارتها فى التميز والقدم، ومن هذا المنطلق غضبنا مراراً لنسيان الأفذاذ أحياناً، وتصدينا لمحاولات تشويه الرموز، ورفضنا بقوة حملات الهدم الشرسة التى حاولت أن تطول بعض أفذاذنا تحت دعاوى حاقدة مريضة، مغرضة بغيضة، ومن نفس الموقع دعونا إلى ضرورة وضع خطة متكاملة لإنشاء المتاحف التى تخلد ذكرى أدبائنا الأفذاذ على غرار متاحف: نجيب محفوظ، وأحمد شوقى، وطه حسين، وعباس محمود العقاد فى أسوان، ويوسف إدريس فى مسقط رأسه بالشرقية، ولايزال هناك حشد من أدبائنا الأفذاذ الذين يستحقون أن ننشئ المتاحف تخليداً لذكراهم ومنهم - بحسب ما تسعف الذاكرة - : يحيى حقى، توفيق الحكيم، السحار، خيرى شلبى، حافظ إبراهيم، محمود تيمور، صلاح جاهين، يحيى الطاهر عبد الله، فؤاد حداد، يوسف السباعى، صلاح عبد الصبور، إبراهيم ناجى، صالح مرسى، مصطفى صادق الرافعى، إبراهيم عبد القادر المازنى، سهير القلماوى، مى زيادة، محمود حسن إسماعيل، مصطفى محمود، على محمود طه، وطاهر أبو فاشا، وقائمة الأفذاذ ممتدة لا تفى مثل هذه المساحة بإيرادها كاملة، وكلهم جديرون بإنشاء متاحف تخلد ذكراهم.