لا تعجب يا صديقى من سؤالى هذا، فالحقيقة أننى مثلك تمامًا أتابع الموقف عن قرب، أتفهم طبيعة المرحلة، وأشعر بما تشعر به، بل أكتب عنه منذ سنين طويلة، فالانتخابات البرلمانية فى بلادنا لها طابع خاص، تحكمها القبلية، والعصبية، ولها مريدون مثل كرة القدم والأولياء الصالحين والمشاهير، فالبعض لا يقبل فيها جدالًا، والآخر يمسك العصا من المنتصف، وكثير منهم يعتبرها مسألة حياة أو موت.. وما زادها سخونة، متابعة وتدخل الرئيس السيسى فى اللحظة الحاسمة، ليكون هو الفائز الحقيقى بأصوات وقلوب الشعب.. الانتخابات يا صديقى كانت ولا زالت لعبة تحالفات وتربيطات، بطلها المواطن، وعمودها الفقرى الخدمات، والفيصل فيها هو الصندوق.. لكن فى داوئر محددة يتم التعامل معها على أنها تمثيل حزبى وتوازنات قبلية، وإرضاء أحدهم.. أعتقد أن ما شهدناه خلال الأيام الماضية - ما قبل تدخل الرئيس - أفرز أبطالًا شعبيين، وصنع نجومًا فى الدوائر الملتهبة، ناهيك عن استغلال الحدث لبعض المرشحين والتصديق بأن لديهم تأييد آلاف الأصوات التى أفرزتها النتيجة المشكوك فيها، وهو ما يسميه البعض تصديق الوهم.. للأسف يا صديقى يصاب أحدهم بالصدمة بعد أن يرى شعبيته الحقيقية وهو ما أتوقعه فى الإعادة بالنسبة للدوائر التى تم إلغاؤها.. كما توقعنا قبل ذلك.. الأهم يا صديقى أنك قد ترى من كان يظن نفسه جيفارا، لا يحقق ترتيبًا بين المرشحين، لأسباب عديدة، أبرزها التحالفات والتربيطات، الخيانة، التوازنات القبلية، عدم الرضا الإلهى، وهو أخطرهم، فكما نذكر دائمًا أن لكل وقت آذانًا.. أما السؤال المهم يا صديقى الذى يطرح نفسه فى هذا التوقيت، ماذا لو ترك الأحزاب عددًا من مرشحيها فريسة للشارع؟، وماذا لو دخل مرشحان اثنان من مربع واحد أو أقارب مثلًا مرحلة الإعادة؟ وماذا لو تغير مزاج الشارع فى الأيام الأخيرة قبل عملية التصويت؟، والسؤال الأهم، ماذا لو أوقفوا الجمعيات التى تحشد، ومنعوا سماسرة الانتخابات التى ترشى، وتركوها للصندوق بالفعل؟.. هل سنشكك مرة أخرى فى النتائج؟ دعونا نستمتع بالمشاهدة، على لقاء آخر قريبًا. دمتم بخير.