من حقك أن تحلم يا صديقى، أن تتمنى وتسعى، أن تجاهد وتعافر لتحقيق أمنياتك وأحلامك، فهذا ليس عيبًا، فكم رأينا من رموز لم يكونو إلا... وأصبحوا هكذا.. أتابع المشهد جيدًا قبل ساعات من انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية، وهو الحدث الأهم فى المناطق الشعبية مثل منطقتى إمبابة والمنيرة أو داوئر صعيد مصر.. المواطن يترقب، والمرشح يسعى لكسب الثقة وبعض النواب الحاليين لا يلقون قبولًا أو حتى سلامًا، فمواقع السوشيال ميديا كفيلة بنقل الصورة لتقييم الوضع.. حواديت المقاهى، وجلسات السمر، وقعدات المرشحين، لا تخلو من النميمة السياسية وتفخيم أصحابها وهم فى الحقيقة مجرد «بالون هواء» لا رصيد شعبى، أو حتى يملكوا فكرًا تشريعيًا وأداءً برلمانيًا.. إمبابة شأنها شأن كثيرٍ من الدوائر، تتمنى تمثيلًا حقيقيًا من أبنائها المخلصين، الذين يسعون بجد لخدمة المواطنين، ويجيدون فن التعامل مع المسئولين، ويقدرون حجم معاناة البلد، ويحملون أفكارًا مستنيرة تساعد على استكمال بناء الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. عقول تعرف معنى التطوير والتغيير، تفهم كيفية التلاحم مع المواطن البسيط، تسعى لتذليل العقبات له فى المصالح الحكومية، تحاول إنقاذ مريض على وشك الموت بتوفير سرير رعاية له، التعبير بحيادية عن مطالب البسطاء تحت القبة، شخصيات تفهم طبيعة القوانين والتشريعات، تجيد النقد البناء وحسن التعامل مع المرحلة الحالية التى تمر بها البلد.. لا أن يسعى كيف يجمع ما تم صرفه من ملايين، أو أن يكون مجرد «براشوت» لا علاقة له بإمبابة أساسًا.. إمبابة والمنيرة دائرة من أهم دوائر محافظة الجيزة وطبيعتها تميل إلى القبلية نظرًا لأن غالبية أبنائها من أصول صعيدية أو عائلات من محافظات الوجه البحرى.. هنا فى إمبابة يتساءلون، على المقاهى وفى الجلسات المغلقة وحتى على صفحات الفيس بوك، هل نترك إمبابة دائرة مفتوحه لاختيار من يمثلها بانتخابات حقيقة يفرزها الصندوق وتعبر عن رضا الشارع؟ أم يحدث نفس السيناريوهات السابقة المعروفة نتائجها مسبقًا؟ من براشوت يفرضونه فرضًا، أو محفظة مالية تدور حولها كثيرًا من علامات الاستفهام، وكأن هذه الدائرة ليس بها كفاءات حقيقية تمثلها فى البرلمان.