يُعد المتحف المصري بالتحرير أحد أبرز المعالم الثقافية في العالم، فهو ليس مجرد صرح معماري يضم آلاف القطع الأثرية، بل يمثل مرجعًا حيًّا لتاريخ مصر القديمة. ومنذ تأسيس فكرته في القرن التاسع عشر، تحوّل هذا المتحف إلى مركز علمي وثقافي يعكس تطور الحركة الأثرية في مصر ويجسد شغف الباحثين بالحضارة الفرعونية. ويبرز المتحف اليوم كأحد أهم المؤسسات المتخصصة في حفظ وعرض التراث المصري، محتفظًا بمكانته الفريدة وسط قلب العاصمة القاهرة. ◄ نشأة الفكرة وتطور الإنشاء بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري بجهود عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت عام 1858م، والذي سعى إلى توفير مكان آمن لحفظ الآثار المصرية المتناثرة، وبعد ذلك اعتمد الخديوي إسماعيل مشروع بناء المتحف عام 1863م، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ جمع وتوثيق الموروث الحضاري لمصر. مرّت مقتنيات المتحف بثلاث محطات رئيسية: 1- الموقع الأول – بولاق: حيث تأسس أول مقر لعرض الآثار. 2- قصر إسماعيل باشا بالجيزة (1891م): نُقلت الآثار إلى موقع أكثر ملاءمة للحفظ. 3- المقر الحالي بميدان التحرير: أصبح المنزل الدائم للمجموعة منذ نقله عام 1902م. ثالثًا: تصميم المتحف وبناؤه اختير تصميم المتحف الحالي من بين 73 تصميمًا، وقد وضعه المهندس الفرنسي مارسيل دورنيون على طراز الكلاسيكية الحديثة. وُضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897م، وافتُتح رسميًا على يد الخديوي عباس حلمي الثاني في 15 نوفمبر 1902م. كما تولى عالم الآثار الشهير جاستون ماسبيرو الإشراف العلمي على نقل القطع وطريقة عرضها داخل القاعات. اقرأ أيضا| «عظيم ومبهر».. الفنانة التشيكية كارينا كوتوفا تشيد بالمتحف المصري الكبير وصنع النحات فرديناند فيفر التمثالين الضخمين عند المدخل الرئيسي، واللذين يمثلان رمزي مصر العليا ومصر السفلى. ◄ التطوير الحديث للمتحف منذ عام 2019م، شرعت وزارة السياحة والآثار في تنفيذ خطة شاملة لتطوير المتحف لمواكبة التغيرات المرتبطة بنقل بعض القطع إلى المتاحف الجديدة مثل المتحف المصري الكبير. وتستهدف خطة التطوير: تحسين العرض المتحفي والشرح. تعزيز الأرشفة والتوثيق. دعم التربية المتحفية والتواصل مع المجتمع. تطوير الخدمات الرقمية والبحث العلمي. ضمان التنمية المستدامة للمتحف. يُنفَّذ المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبشراكة بين أمناء ومرممي المتحف المصري وخبراء من متاحف عالمية، منها: متحف تورين، المتحف البريطاني، متحف اللوفر، ومتحف برلين.