في قرية داقوف بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، اهتزت القلوب لجريمة هزت القرية كلها، حين أقدم عاطل على قتل طفل في العقد الثاني من عمره، أثناء محاولته الدفاع عن مصدر رزق أسرته، محمود عزمي، الطفل الذي لم يتجاوز 15 عامًا، لم يترك العمل ولا مسئولياته رغم صغر سنه، فمات وهو يتمسك بالتوك توك الذي يدرّ على أسرته لقمة العيش، تاركًا وراءه حزنًا وأسى عمي في نفوس والديه وكل من عرفه. كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصرًا حين وقع الحادث المروع، إذ استدرج الجناة الطفل محمود بحجة توصيلهم لمكان ما، ثم حاولوا سرقة التوك توك الذي كان وسيلته لكسب رزقه، واجه محمود الجناة بشجاعة، وتم طعنه بسلاح أبيض، ليقضي نحبه دفاعًا عن عمله وعن أسرته. محمود، طالب بالصف الأول الثانوي، اشترى التوك توك قبل ستة أشهر من شركة ليساعد والده المريض ووالدته المصابة بالقلب، إضافة إلى أخواته الأربع في تعليمهم، وكان صباح يوم الحادث، قد خرج كعادته للعمل، قائلاً ببساطة: «هروح أسترزق عشان أجيب 50 جنيه»، دون أن يدرك أنه لن يعود. والده، عزمي، يحكي بمرارة: «ابني خرج والابتسامة على وجهه كالعادة، لكنه لم يعد، وجدناه مطعونًا على جانب الطريق، مات دفاعًا عن رزقه، عن مصدر عيشنا، هل هذا معقول؟». وأضاف: «كان محمود يحمل المسئولية منذ صغره، ملتزمًا وهادئًا، محبوبًا من الجميع، ويستحق القصاص العادل». تلقى اللواء حاتم حسن، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، إخطارًا بالحادث، و تشكيل فرق بحث جنائية، أسفرت جهودها عن ضبط الجناة تحت إشراف العميد حمدي رفعت، رئيس مباحث المديرية، والعقيد بلال الجنايني، رئيس فرع البحث للشمال. و اتخذ الإجراءات القانونية وتحويلهم لجهات التحقيق التي تولت التحقيق. اقرأ أيضا: أساتذة الطب النفسي والاجتماع وخبراء الأمن يجيبون: لماذا يتحول إنسان إلى وحش ويقتل طفلًا؟