فى الوقت الذى أطلق فيه الرئيس الأمريكى ترامب يوم الخميس الماضى عملية «الرمح الجنوبى» بقيادة وزير الحرب الأمريكى بيت هيغسيث ضد تجار المخدرات لحماية نصف الكرة الأرضية الغربى كانت اجهزة الأمن المصرية على موعد مع ضبط اخطر عصابة دولية لتهريب مخدر الكبتاجون وبحوزتهم شحنة تقدر قيمتها بمبلغ 3 مليارات جنيه.. ضربات استباقية قوية من وزارة الداخلية ضد جالبى ومروجى المخدرات وتعليمات حاسمة من اللواء محمود توفيق بملاحقة تجار السموم لحماية شباب مصر من المخدرات. الكبتاجون مخدر خطير يتسبب فى زيادة حالات الانتحار.. بدأ تصنيعه فى ألمانيا عام 1960 وحظرته منظمة الصحة العالمية عام 1986. انتشر بين الشباب بمنطقة الشرق الأوسط واستخدمه المقاتلون بسوريا خلال الحرب بزعم تعزيز قدرتهم على القتال. التقرير السنوى لمكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات الذى تترأسه الدكتورة غادة والى أشار إلى ان عام 2025 شهد تزايد خطر المخدرات إلى مستويات قياسية وتفاقمت التحديات فى معالجة المشكلة حيث استغلت مافيا المخدرات الأزمات العالمية لتصعيد نشاطها. أشار التقرير إلى أن عدد مستخدمى المخدرات بلغ 316 مليونا حول العالم أى ما يُعادل 6٪، من عدد سكان العالم.. وظل القنب الأكثر انتشارًا، وسجّلت معدلات إنتاج الكوكايين مستويات قياسية، فقد شهد قفزة كبيرة ليبلغ 4 آلاف طن بزيادة تقارب 34٪ واشار التقرير إلى أن سوق المخدرات الصناعية فى ازدياد مستمر والمافيا تتفنن فى اختراق الحدود لكن تفكيك شبكاتها يظل ممكنًا باليقظة والتعاون بين الأجهزة الأمنية. نعم المخدرات طريق الضياع.. والادمان والجريمة وجهان لعملة واحدة، فالاحصائيات تؤكد أن 65٪ من المجرمين نفذوا جرائمهم تحت تاثير المخدرات. اجهزة الأمن تقوم بدورها فى المكافحة لكن يبقى الدور الأهم للأسرة والمدرسة والجامعة ورجال الدين والإعلام ومراكز الشباب فى توعية الأبناء من هذا الخطر القاتل ومن يريد العظة فليقم بزيارة لدور العلاج من الادمان.. هناك سوف يرى ماذا فعلت المخدرات بفلذات الأكباد!! نحن ندق ناقوس الخطر لكل أب وكل أم وندعو الله ان يحفظ شبابنا ومصرنا من كل سوء .